عبدلي فتيحة
روح الشعر
إذا امتلاءت سلالُ القلبِ داءً
سيسقُطَ حملُها ملحاً و ماءُ
و ينعى اللََّيلُ في جفنِ الغروبِ
ليجلِدهُ السَّوادُ كما يشاءُ
فلا مرسى بأيامٍ خوالٍ
متى راح يطلقها الدُّعاءُ
تُطالعنا البريَّة في ضغونٍ
و كم آذى الجوى منهم هجاء
ولون الوردِ كحّلَ كُلَّ عينٍ
بِمُخْضَّرٍ بهِ انتشتْ العِماءُ
و نبضُ القلبِ ما خفقَ اعتباطاً
كسِرِّ الكونِ تخفيهِ السماءُ
كحشرجةٍ تنوء بها صُدُورٌ
فلا راقٍ سينفعُ أو دواءُ
سواءٌ كان في بعدٍ و قربٍ
و لا تسأل إذا وثَبَ الجفاءُ
و روحُ الشِّعر أحيَت كلَّ قلبٍ
و إن جارَ الخريف أو الشِّتاءُ
فتُظهِرُها أعاصير القوافي
هزيمًا يرعدُ منهُ النداءُ
و حرفُ الضَّادِ نغمتُها تجلَّت
كنبض ما جرتْ فيها الدماءُ
و يكفيها لسانُ العُربِ أجمع
بقرآنٍ و أحرُفُهُ السَّناءُ
و كم ذابتْ مشاعرُناُ بمعنى
كأنَّ الطينُ قد أحياهُ ماءُ
عمود الشِّعر آخاهُ عطاءٌ
مدى الأيام حيث القومُ جاؤا
فلا تعجبْ اذا اختلطتْ حبالٌ
فبطنُ الجُّبِ خاويةٌ عشاءُ