# **خـــــــيـــــــام الــــــجـــــلــــيــــــد (1)**
كل جمعة أمام ألمسجد القاها
على ألأرض تفترش رداءها
أرى ألحزن يغزو محياها
و أثر ألدموع تبلل وجنتاها
و أرى ألوجع مكتوب بين يديها
في كلمات على لافتة كتبتها
و صبية ترى البراءة في عينيها
تلعب بلا شيء حواليها
تتحرك في مكانها باستمرار
و ضحكة بريئة مع الصغار
لم تكن تدري ما يعانيه الكبار
ولا من اين الخبز والخضار
وعن بلدها الذي غطاه الغبار
جراء سقوط قنابل ليلا نهار
ولا عن بيتهم اصيب وانهار
كان بيتا جميلا حوله اشجار
فيه حديقته تكسوها ألازهار
تزينها الفراشات و ألاطيار
عائلتها كانت سعيدة مثل ألأجوار
يعيشون في كل حي و كل دار
كل شيء راح يوم أستباحه الاشرار
فمن يقتل شعبه ليس له اعتبار
فرب ألأنفس حرم قتلها بقرار
و من يقتل نفسا فهو في النار
فمن قتل آلاف كم له من نار
دمر مدنا كانه اعصار
و هجر عوائل بلا اعذار
كانت سعيدة في استقرار
صاروا لاجئين بين الاقطار
في خيام على الجليد وتحت الاشجار
شديدة البرد بلا موقد و لا حرار
بينما الجلادون في عز الديار
يعيشون الرفاه في سرور
مات الضمير و زاد الغرور
و الحرائرمع أطفالهن في شرود
تتقاذهم المخيمات على الحدود
و تزداد حولهم القيود
اينما ساروا يصدهم الجنود
دخولهم مرفوض وكلهم مطرود
حتى الاشقاء كان منهم صدود
و رفضوا بينهم وجود
فيا رب انت المقصود
و ليس لنا غيرك معبود
فانت الرحيم الودود
و أمرك نافذ غير مردود
اعدهم الى وطنهم المنشود
بعيدا عن كل طاغية عدو لدود
***تونــــــــــــــس في 21/12/01***