mardi 15 février 2022

(قصة قصيرة )

بخفة ، طلبت من إبنتي تحضير كوبا"من  الشاي ،لعله يمحي من رأسي الوجع المتكرر ،أخذت شالي الصوفي وغفوت على أريكتي الرمادية،صوت الأطباق يرافقني وموسيقى بعيدة تترنح على وسادتي ، في غرفة الجلوس صوت التلفاز يزداد فاسمع ابنتي تقول (ماما نايمة وطي الصوت )قلت لأبني لا بأس وأنا أتمشى في الصالون "لم يسمعني " لم يهتم تعجبت !!
عندها أخذت كتابي لأقرأ وأنا منهمكة في تحليل قراءاتي سمعت إبنتي تنادي(يلا فييق ماما خلص الشاي )قلت لأبني اعطني الشاي انا هنا "لم يسمعني " دخل غرفتي وانا جاهدة احاول ان اقول له انا هنا ..لست نائمة 
ماما ..ماما يلا فيقي  ...ماما ماما وانا أمامه اقول له إني أسمعك لكن هو لم يسمعني لم يراني..نظرت فوجدت جسدي نائما" لا حراك علا الصوت داخل البيت الجميع ينده ماما ..وانا كنت هناك والله كانت روحي هناك..
الجميع تجمهر حولي وبدأ الهمس (ماتت ) لا لا انا هنا ...أنظروا ها هو شعري الأشقر يلاحق الريح
 .ها هو ردائي الأبيض يتدلى كالياسمين ..
علمت..بأن جسدي قد رحل ..وأصبحت أراهم كيف يغسلون نقاء قلبي كيف يلفحون وجهي بالبخور سمعت من يقول ..كفنوها بالورد ..لا حيل لي بكيت وانا أقبل وجه كل أحبابي 
أكثر ما أحرق قلبي وجه أبي الحزين كيف كان منحنيا" يتمتم ويقول راحت الحنونة 
و أمي الثكلى تقبل جسدي تتمتم كلمات لا افهمها
وبدأت الصلاة ..لا إلاه إلا الله .. 
عندها احسست بارتجاجات الكون وهم يحملون نعشي 
وصوت يقول ماما خلص الشاي يلا فيقي ..فتحت عيوني إستفقت من حلم كان ما وراء الحياة شهقت أنفاسي لتلتقط الروح من جديد ، عادت لي الروح ،شربت من كوب أحزاني رشفة ؛رميت أفكاري البالية وبدأت عمر جديد ..فكر جديد ..ملؤه الفرح والإيمان ........

     سهى زهرالدين

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...