عالم الشعـر
حسن إبراهيم حسن الأفندي
وداعا عالم الشعر الوداعا ... فما ألقى به إلا ضياعا
صرفت العمر في وجعي ويأسي ... وحولي الناس تنتظر استماعا
فلا ظفرت عيونك في دموع ... لغير قذى ولا نلت المتاعا
ويحسدني على شعري جموع ... ويأبى الشعر للحسد انصياعا
فليت الشعر لم يتبع ركابي ... ولا أفنيت فيه العمر ضاعا
فما لاقيت من سلمى غراما ... ولا لاقيت من سعدى التياعا
وما طأطأت رأسي في انكسار ... لمن لا يستحق له اندفاعا
تصارع لجة الأمواج تحيا ... قتاد العيش ترضاه الصراعا
ولكني سئمت لها حياة ... تمدُّ إلي من شجن ذراعا
وتُورثني من الآلام صنفا ... ويدنو غيرها باعا وباعا
وكم فدم عديم الرأي يحكي ... عن الأشعار يشريها وباعا
وعاذلة تلوم بنات شعري ... ولم تملك من النظر الشعاعا
أترضى أن تجاري في خبيث ... بدا في عاثر الرأي اقتناعا
يحاول أن يبين لنا بفهم ... ويأنف منه ذو الفهم اتباعا
وماذا قد لقيت من القوافي ... لتغدو الخل والرأي المطاعا
فما شرفي يكون ببنت حرف ... فأفعالي تميزني سراعا
فليتي لم أكن يوما بشعر ... أسير به إلى الدنيا مشاعا
أودع كل أشعاري فإني ... رأيت النأي أليق بي متاعا