... أنين الناي ...
أُطربت لصوت يدمي من يسمعه
فبكيت دما بدل الدمع بلا سبب
قلت ما لهذا الناي قد جش أنينه
هل ضعف سمعي أم بحة القصب
و كيف للحزن أن يطرب صاحبه
فأنين الناي صادر عن تلك الثقب
لا تكشف للناس سرا أنت تعرفه
فالناس تبالغ في القول بلا سبب
واجعل لأحزانك لحنا كنت تتقنه
و راقص الصبر و انتشي بالطرب
عانق الآمال بالبسمة خيرا تفعله
هي آهاتك نابعة من شدة الكرب
فكم من عويل الأصوات لا تقبله
وخليط من الضوضاء و الصخب
في جمال الطير سرا أنت كاشفه
زقزقة و تغريد لها الروح تنجذب
فصفير الناي دموع لعيون تذرفه
كسيل فيض من سماء بلا سحب
تهيج نشوة قلب حزين و تنعشه
فتدميه جراحا لها الشوق يلتهب
و لا نشاز بلحن الناي أنت تدركه
فسعر الناي عيار الماس و الذهب
مصطفى سريتي