......إلى ولدي الحبيب ......
أمير الحرف فارس القلم د نبيل الهادي
......ولدي الحبيب حفظك الله .... إعلم في البداية أن بُعدي عنك لم يكن إختيارياً ابداً ولو كان كذلك لبعتُ الدنيا بما فيها واتيتُك لو حبواً.على الاقدام ..... ولكن أمك سامحها الله لم تترك لي خياراً اخر غير الانفصال بطبعها وعنادها وإصرارها على كل ما يغضبني وتجاهلها لقدري ومشاعري .... وقد حاولت أن احتفظ بك بعد الإنفصال من أمك ولكن القانون كان في صالحها .... لذلك فقد اخذوك واخذوا معك قطعة مني واخذوا معك روحي وفؤادي لانك أنت روحي وفؤادي وكل معنى للسعادة والنور والامل والإبتسامة في حياتي ... ورغم أنك بعيد عني ولكنك حاضر معي في كل ساعة لم انساك يافلذة روحي ولن انساك وكيف انساك ودموعي تسبح لله في كل صلاة بأن يحفظك ويردك لي عن قريب .... فلا تخف ولا تقلق ياعيون والدك وانفاسه لانني حولك أرعاك وأحرسك من بعيد ولم ولن اتخلى عنك حتى اخر نفس في حياتي ... وختاماً اُوصيك بوالدتك خيراً واوصيك بتعلم كتاب الله وسنة نبيه الكريم ففيهما الخير والصلاح والفوز والنجاح والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة .... إعمل بما جاء بهما من اوامر وارشادات ونواهي في الحلال والحرام. والخير والشر .... كن مدرسة لعبادة الله وطاعته وخشيته في السر والعلن وكن انهاراً من الادب والاخلاق والقيم والالتزام وحسن المعاملة .... لانك إن عرفت الله عرفت حقوق والديك وكل من حولك عليك ... ولا تنسني من دعواتك البريئة الطاهرة. ...فإن كان لي بقية من العمر فسوف احتويك بين ذراعي واضمدك إلى صدري وارعاك بقية عمري ... وإن اخذ الله امانته ورحلت عنك الى الله قبل أن القاك ..... فلا تحزن واصبر واحتسب وارفع راسك فوالله الذي لا إله غيره ...أنني منذُ عرفت نفسي وأنا لا يهمني من هذه الدنيا الا إرضى الله ولم أطمع في شيء منها إلا بحبه والقرب منه سبحانه ...فإذا تذكرتني وعرفت كل هذا عني والدمع في عينيك. ونحيب الشوق والحرقة قد اوجع ناظريك. .... فلا تأسى فلا تحزن ... إنما إن إحببتني فعلاً واشتقت إلي وتفاخرت بي .... فخير دليل على كل هذ ا ليس الدموع والنحيب ... بل كن نسخة مني في كل إيمان وطاعة لله وعبادة واخلاق وادب وخير وعلم وهدى وتقوى وتواضع وحكمة وعمل ونجاح وزد في ذالك ما استطعت. ... فلا اود أن ارى احداً احسن مني في ذالك كله إلا أنت وأنت فقط ياقرة عيني وبهجة ناظري ... اسعدك الله وجعلك من سعداء الدارين ( الدنيا والاخرة) ..........
...................... ... .. التوقيع والدك الحنون. .
