الله سبحانه وتعالى ينفع الأبناء بنية الأباء
----‐---- د.صالح العطوان الحيالي
من اراد ان يبني جيلا صالحا تقيا ورعا
أو إذا أردنا أن نسأل سؤال من أين يأتي الولد الصالح العالم الحافظ البار القائد الهاديء ذو الشخصية القوية المعتز بذاته ؟
أمهُّ شغلها الشاغل النِّت والأسواق ؟!
وأمّه تصبر على الفيسبوك والواتس أب بالساعات، ولا تصبر على الجلوس معه ساعةً ليحفظ نصف صفحة من القرآن أو ليحفظ حديثاً ؟!
وابوه لا يجلس معه ساعة يسمع فيها عن قصص الصحابة والصالحين ؟!
و المال يُصرَف على المكياج والأزياء والموضة والكماليات والمطاعم والسهرات، ولا يُستثمَر في تعلُّم ما یفید ؟!
وصراخ والديه يسمعه كل الجيران ؟!
وطول الوقت يُسَبُّ و يُهان ويُنتقَد أمام إخوته وأصدقائه ؟!
ووالداه لا يصبران على مجالس العلم والذكر وتعلُّم الأحكام ؟!
وقد انشغل الأب عن متابعة أبنائه ولم يتعاون مع الأم للقيام بأمانة التربية ؟!
وقد اقتصر الإهتمام على جانب المظاهر، وأُغفل جانب الروح والصلاة والقرآن والدين ؟!
وقد أعطيناه هاتفاً خاصّاً به منذ نعومة أظفاره، ولم نراقب ما يشاهده على مواقع التواصل، لينفتح ذهنه على هذا العالم المفتوح المخيف وحده ؟! ....
صلاح الأبوين وجهادهم يعني صلاح جيل
يعني صلاح أُمّة.
قال تعالى : ﴿ وكانَ أبوهُما صَالِحاً ﴾
يقولُ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن أمّه :
حفَّظتني أمي القرآن وأنا إبن عشر سنين، وكانت توقظني قبل صلاة الفجر، وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، وتُلبسني ملابسي ثم تتخمر وتتغطى بحجابها، وتذهب معي إلى المسجد لبعد بيتنا عن المسجد ولظلمة الطريق .
ويقول أحد العلماء :
لا ينبغي أن تَحسِبَ النساء أنّ كل امرأةٍ بعثت باِبنها ليطلب عِلماً، أنه سيرجع لها مثل الإمام مالك وسفيان !
السرُّ ليس في مالك وسفيان، بل في من بعثهما .
السِرّ في أُمّ مالك، وأُمّ سفيان .
إن الله عزّ وجلّ لينفع الأبناء بنيّة الآباء والأمهات