شعر: أحمد بو قرّاعة
من زنجي ّ إلى موريّ
لقيته مصادفة بمدينة "سوسة" زنجيّ غليظ .فاحم اللّفظ و لكنّه متعب مكدود.قال تركت هنالك ما ترى في هذه الكلمات ان استطعت ألقها للنّاس و قل هي من زنجي إلى موريّ قالها منذ ثلاث عقود فهي كما ترى متأخّرة في الشّعر كحالنا لم تتبدّل .أمّا طريقي ان استطعت بلاد الصّقيع و الثّلج علّني ان صار لي فيها أحفاد ربّما سطا على خلقهم بعض ثلج.
**الأولى..
عــــــــواء شــــــــــوط
في نهر العالم المسبوك من جثث الشّعراء
و الزّنوج الفقراء و الأنبياء و المجاعة
يرتاح وجه الأمير
وجه موريّ جميل
و تاج الأمير المرصّع بالدّماء
و يرقد الكلاب و اللّصوص الأغبياء
و عروة في الشّارع يبكي
مخلوع الراس يعانق الحلاّج و الفقراء
و يرفع الأسمال...هذه تاج الزنوج
والشّعر و الشعراء
و الكادحين اخوة الشمس و الأبرياء
في نهر العالم المسبوك من جثث الشّعراء
و الزنوج و الأنبياء و المجاعه
يعانق الأمير الأميره
و ترقص الشهوة في تجاويف الفضاء
و الجسم خمر و الكلام خميله
و كلاب القصر تنبح
في "عواق شوط"يولد اليوم المسيح
و النوء و الأمطار و الرّيح
يولد...
في السّوق قالوا ولد اليوم مسيح
خبّروا العالم أنّ أرضنا تلد المسيح
في كلّ آن يلد القصر مسيحا
و يشحب وجه النّساء
و العالم من حولنا يلد الطفل الكسيح
و الجدب و العراء
من يلد الشّيخ المسيح
من يلد الطّفل الكسيح
سبّح الرّحم الصّفيق للغباء
في نهر العالم المسبوك من جثث الشّعراء
و الزّنوج الأبرياء
يستيقظ الأمراء
لحصاد الأفق بسّام النداء
لحصاد العشق للنّحلة النعساء
(طفلك الآتي صياح.
طفلك الآتي صباح)
صرخة الميلاد و رعدة نبية
طافحة بالسكر تسعى كالألم
كالنّار في الجسد المسعور
و تكتب الآتي بالرحم المشقّق و العناء
بسحابة خضراء أنبتها القلق
باللّهب الآتي من ذاك الأفق
في نهر العالم المسبوك من جثث الشّعراء
و الرفض و الصيحة الأزليّة
تنبت الدّمى و اللعبة الأثريّة
في معبد الماضي و مثوى الصّدى
و يصنع التّاج المصفّح بالغباء
و العنكب المدّاح
ينسج قول الثّعالب في الخفاء
في نهر العالم المسبوك...
و في واد التّاريخ خنجر و دماء
هل تهمة الشّعر يأتي من شرفة شرقيّة
هل تهمة الشّعر يا سيّدي يرفض العصر
و يكتب اللّعنة الأبديّة
و يلبس الحلاّج و الزّنوج و الأسمال و الشّهداء
الشّعر يا سيّدي ...
الشّعر يا سيّدي كم لحاه الأمراء
كم لحاه موريّون بيض الأكفّ أبرياء
و في القصر منه سيداتي سادتي
ألف عنقود تدلّى من خديدات النّساء
و الشّعر كم زيّن طفل البغاء
و جمّل في الشّارع فأر الخفاء
و الشّعر يا سيّدي ...
لولاه ما خلق النّساء....
و الأمراء
و القصر يا سيّدي و الكلب و النّبلاء
لا تسألنّي...
سأغنّي ...للفقراء
و إن شئت فاعفوا عنّي سأغنّي...
آه من وحي الزّنوج و الصّغار الأبرياء
فادن منّي
أيّها الطّفل الكئيب موهب الشّعر الهوى.
إن يشاء الموري يمسحْ
أو يشاء اللاة يفسخْ
لا نبالي.....
و نبيل نفخ الورم رواه
و عظيم يكتب الإرث خطاه
لا نبالي.....
نتعرَّ ...تحرق الشّمس الجوى
و نغنّي ...نحن أطفال زنوجٌ أبرياء
فادنُ منّي . صرْ إليّ..
أهمس فيك اللّظى
ولْترى الله جليلا يوقظ فيك الرّجاء
فادن منّي لنغنّي..
آه من وحي الصّغار الأبرياء