نجد الكثير من الباحثين والفقهاء والمهتمين في أمر اللغة وأصول الكلام لا يميز بين لفظة ( آل ، آله ) ؛ جاء في القرآن الكريم هاتين اللفظتين في محلهما ليبين الله سبحانه مقصد لكل لفظة .
كذلك فرق الله سبحانه الناس على أمم وأنزل شريعته على أختيار من تلك الأمم لتسود على فرقائها . ومن ذلك نجد الأمة العربية تفرقت على عدة أمم منها أمة عربية ذات أصل واحد لا يختلف أولهم عن أخرهم وهي أمة الأنبياء إلا هناك فرق شرعي بين الأنبياء والرسل حسب الدعوة الموكل بها ، والنسل الثاني هم قوم الأنبياء فكانوا من نسل الأنبياء ولكنهم خرجوا من ذلك النسل بكفرهم وعنادهم وعادوا إليه بعد الهداية فهنا لعبت الجينات دورا مهما في تغيير النسل فنزل درجة عن نسل الأنبياء .
سيادة نسل الأنبياء على جميع العرب بثبوت راسخ توقيفي من عند الله لا جدال فيه ، سواء في زمن الرسالة أو قبلها أو بعد فترة من الزمان إلى قيام الساعة .
يأتي دور قوم الأنبياء أصحاب الفضل لهم السيادة على باقي الأمم قال تعالى ( هو الذي ارسل في الأميين رسولا ) ، شاءت الأمم أم أبت وكل ذلك بأمر الله سبحانه .
جاء في السنة الشريفة الخلافة أو الأمارة لقريش ، أنتهى الأمر لا جدال فيه .
وتأتي الأمم بعد ذلك وهي مطيعة لنسل العرب ، فهو مختبر الإيمان وصحت العبادة لله .
نزلت الديانات السماوية الأربعة بعد النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، فنرى ذكر لفظة ( آل ) للأنبياء دون سواهم من الأمم فتصبح لفظة آل شرعية وغلبت على ذلك آل الأجتماعية .
لفظة آل الأجتماعية تستخدم للأتباع فنقول آل مرة وآل عيلان ، والقصد يأتي اتباع هاتين القبيلتين ولا يقصد بهما النسل ، وإذا أردت أهل بيت الشخص فتقول آله من دون آل فتقصد أهله وهم زوجته وأولاده صبيان وبنات والأحفاد من الرجال أي من رأى الجد أما الذي لم يره فيسمى آل وتنتهي لفظة آله مع موته .
أما آل الرجل فهم أهله من بيته وأتباعه من قومه وغير قومه ، فكل من سيطر عليه فهم آل الرجل حتى موته فيأتي من يخلفه فيكون هو صاحب الآل .
أم آل التي ذكرت في القرآن الكريم فهي شبيهة بتلك الأجتماعية إلا إنها اتخذت سبيلا شرعيا فتكون آل هم اتباع صاحب ذلك الدين فنقول آل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فهم من آمن بدين إبرهيم وعمل به ، ونقول آل موسى فهم من اتبع دين موسى عليه الصلاة والسلام وعمل به ، ونقول آل عيسى بمعنى من اتبع وآمن بدين عيسى عليه الصلاة والسلام وعمل به ، ونقول آل محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين ؛ فمن آمن بدين محمد وعمل به فهو من آل محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .
تفرقت الأمم على عدة أمم من الأمم الأصلية وقد ذكرت أعلاه أمة العرب إنقسمت إلى قسمين أمة نسل الأنبياء وأمة قوم الأنبياء ومن قوم الأنبياء تنقسم أمتين هي الأمة التي كفرت وباعدت عن قوم الأنبياء وحافظة على نسلها وآمنت بالرسالة بعد حين ، والأخرى من تزوجت بالأعرابية ونسبوا الرجل لأبيه وتركوا الأنثى لأمها ، فهذا أقل النسل في العرب وجاهة وهو الأخير في التقسيم . وبعد ذلك تطورت الحياة الأجتماعية ونزلت الديانات تتابعا فأصبحت أمة ذلك النبي تتكاثرا وقومه يتناسلون من باقي الأمم فأخرجت أمة لا هي من اتباع ذلك النبي كنسل ولا هي من أتباع لقوم أخرين الذين تزوجوا منهم فتلك الأمم أرسل لها سبحانه نبي فسميت بأسمه كما ذكر سبحانه آل داود عليه الصلاة والسلام فاتباعه ليس من قوم موسى عليه الصلاة والسلام بالأصالة النسلية ولا هم اتباع القوم الأخرين الذين تزوجوا منهم فهؤلاء أقل درجة من قوم موسى عليه الصلاة والسلام أي بني اسرائيل . أخر نسل من بني إسرائيل هو آل عمران خليط من بني إسرائيل والأعراب الأعاجم الذين سكنوا أرض العرب وانتسبوا للعرب وهؤلاء هم أقل درجة من بني إسرائيل من آل داود عليه السلام ، ونجد ذلك واضحا في آيات الله سبحانه من ذكر الأقوام لبني إسرائيل وكيف ينسب الدين للأصلاء من بني إسرائيل وكيف يحاججهم في آياته سبحانه وكيف يذكر آل داود عليه الصلاةوالسلام بأنهم أقل درجة من قوم موسى عليه الصلاة والسلام وهكذا دواليك في فهم النص القرآني من خلال استعمال ألفاظه في النسيج اللغوي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهكذا يتلقاه المتلقي الذي يهتم لفهم سلوك الأمم ، وما يكون وضعها من خلال التعامل الديني والأجتماعي .
ملاحظة : تجد كل ما ذكرته في فقه اللغة وتأريخ الأمم ، فضلا لذلك تجده في عادات وتقاليد الملل من العرب والأعراب وبني إسرائيل .
الباحث محمد عبد الكريم الدليمي