لِما تُطْبق يد الصمت على قلمي..؟
لِما أَهربُ من كل شيء وأُلاحقُ السراب..؟
كيف السبيل حين يأْبى الإنتظار إلا ان ينتصرَ ؟
ألم يحن بعد فكَّ ضفائر البوح ؟
أسئلة لا مرْفأ يَحتويها سوى بحر من التِيه
بحر من الكلمات
هاجت ثم ماجت
هدأت فجأة ثم رَكَنَت في زاوية من السكون
لم يبقى منها سوى مرافئ الذكريات
سنابل الحرف جَفَّت
قلم إعْتَنق الصمت
و تدحرج في هُوَّةِ الكتمان
ذاكرة مُهْترِئة
و ورقة ناصعة النسيان
زَنابِقُ الوعد ذَبُلَت
ظلام مُعَتَّق في قلبي
يَنْبش مقابر الحنين
يفسح المجال لليل طويل
ليل لا بدا لي ان اكسر سكونه
وأقْتَبس من تنهيداته غيم يروي عطش الورقة
ويَسْتبيح بياضها
أَنْفُث من فَوْهة قلبي المحترق الزفرة تلو الزفرة
عسى ان تتحول تلك الزفرات
الى هلوسات قلم
ينثر الحرف غضبا
و يُثير نوارس الكلمات
يَبعث فيها الروح كي تَفْرُد جناحيها وتُرَتِل صداها بين السطور
لعلها تكسر صدى الصمت وتصرخ بوحا
و مازال السؤال يروادني
أَيُّ أَلم أَلَمَّ بي حتى
مارس الصمت سَطْوَته
وأَحْكَم قَبْضَته
لأُدْرِك حينها أن
الحروف ضَلَّتْ طريقها
إبْتَلَعت آخر تنهيداتها
أَبَتْ إلا أن تموت شموخا
في ظل الغياب
تُطْفِئَ آخر ظِلاَلِها في مدن السراب
ولا وطن لغريب الإنتظار