تأملى فى أحوال الناس من حولى وحياتهم المليءة بالصراع والممزوجه بالقلق والأضطراب والتوتر من هذا العصر الأن ولا يهدأ لهم بال و لايستقر لهم حال فأخذ يعانى من الملل وسؤ الحال أسمعك أأنات وتأوهات وصرخات وزفرات تكاد تحرق من حوله
أخيرا تأملت فى أحتدام الأمر فوجدت أن سببه الرأيسى هو أختلاف المشارب وتعدد المذاهب وتنوع الأراء وتهويل الأعلام فى الأخبار عن الأحداث
الحاليه كل بتعصب لما يدين به
يريد أن يهيمن به ويسيطر
وتأملت شريعة الله التى جاء بها أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ونظرت نظرة شاملة فوجدتها فى مجموعها تقوم كل مافسد وتجبر كل ما أنكسر
وتسموسموايجرده من بهيميته وتخلصه من شهواته وذلك أن أخلص لله فى عبادته وسلك طريق طاعته ليحقق الغاية التى من أجلها خلق وذلك العباده لا يجنى العبد ثمارها ولايشعر بحلاوتها الا اذا أخلص مع الله وكانت مصحوبة بالدعاء فأنها تصفى على الأنسان ثوب الخشوع والتذلل ويمزج روحه بخالقه فان الدعاء هو العبادة وهو ملاذ كل مكروب وأمل كل منكوب ولما كان الدعاء أعظم ركن من أركان الذكر يجعل الذاكر فى مصاف الملائكة وكان الذاكر لسانه رطبا لا يكل ولايمل ولايفتر ولايضعف وصفت روحه وعلت همته وقويت إرادته ونجا وسما سلوكه وكلما زاد تقربه إلى الله بالذكر والدعاء كان ربانيا متحررا من الأستسلام لأى عارض كان مرضيا أو ماديا اونفسيا
فما علينا أن نرفع أكف الضراعة بالدعاء أن يخلصنا و ينجينا من هذا الوباء الذى ملأ العالم والأرض رعبا ففروا إلى الله ناجيين بأنفسكم وتوبوا وانيبوا وكونوادعاة للخير قبل أن يأتى يوم لا رجعة فيه وافيقوا من غفلتكم
وشكرا
محمود عيسى