فِي تِلْكَ اللّيْلَةِ وَذَاكَ السَّوادْ
اِنْقَبَضَتْ رُوحِي وَأًنَا هُنَاكْ
لَمْ تَكُنِ الشّمْسُ تَعْنِينِي
أَمَّا الْقَمَرُ فَدَوْماً يَسْتَهْوِينِي
كَيْفَ تَبَدَّلَ الْحَالْ
وبَدْرِي فَقَدَ السِّحْرَ وَالْجَمَالْ
تَنَاثَرَ بَهَاؤُهُ بِدُرُوبٍ مُوحِشِةِ الظِّلَالْ
فَقَدَ الْقَمَرُ كلَّ ابْتِسَامَهْ
أَشْجَارُ أَنْوَارِهِ عَارِيَهْ
أَضْوَاؤُهَا تَسَاقَطَتْ لِلْهَاوِيهْ
وَأَحْلامُهُ خَرِيفِيَّةٌ وَاهِيَهْ
تَنَاثَرَتْ مَعَ الرِّيَاحِ وَصَمْتِ الْقُبُورْ
وَتَلَاشَتْ أَلْوَانُهُ فِي الذَّاكِرَهْ
وَتَهَاوَتْ زُهُورُهُ الْخَرِيفِيَّهْ
فِي هَذِهِ الْعَوَالِمِ الْبَارِدَهْ
فَهَا هُوَ صَوْتُ قَمَرِي يَسْحَبُنِي لِلذَّاكِرَهْ
وَيَهْمِسُ فَي أُذُنِ أَحْلَامِي
أَنْ أَرْكُضَ خَلْفَهُ كلَّ أَيَّامِي
لِأُلَمْلِمَ شَظَايَاهُ السَّاحِرَهْ
فَخَرِيفُ قَمَرِي يَحْمِلُ بَهَاهْ
يُعَطِّرُ قَصَصَ العَاشِقِينَ وَلَيْلَاهْ
بِشَذَى الذِّكْرَيَاتِ والْأًمَاسِي
َفمَا أَحْلَاهْ.. وَمَا أَبْهَاهْ
يَتْرُكْنَا بَعِيداً..
عَنِ الْعَتَمَةِ فَلَا نُقَاسِي
نَنْتَظِرُ.. نَنْتَظِرُ فَجْرَهُ
بِكُلِّ الْمَشَاعِرِ وَالْإِحْسَاسِ
إدريس البوكيلي الحسني