dimanche 3 novembre 2024

الصعود إلى الشمس 
 حين كانت البلاد كلها تنكمش وتضيق فينا ونختنق نحن فيها وندور زائغين نبحث عن صوت جديد يواسينا، ماذا فعلنا؟ هكذا كانت سلمى تخاطب زوجها الذي لم يحسب لها حساب...
 لم تستطع أن تصرخ...
 هوت على الأرض ولم ينحن أحد ويلمها.
 أرادت السبات. وبدا لها أنها ستكون شخصا آخر بعد ذلك. إنها سوف تستيقظ في الربيع مخلوقة جديدة. إن كل شيء سوف يمحى.
 أثناء نزهة في الغابة مع شريكها وابنهما البالغ من العمر عاما واحدا، تتخيل سلمى أنها تختفي فجأة، بينما يسير من تحبهما بعيدا أمامها. سئمت الزواج والجفاف العاطفي والعادة والعادات. هناك فرق كبير يفصلها عن شريكها. هل في قدرتها أن تواصل العيش دون لذة.
 هذا الصيف، تنتشر ألوان الصحراء في ديكورات منازلنا ريحا تهب من الصحراء تجلب لنا ألوانها الناعمة الدافئة المغلفة! أصبحت جميع ألوان الصحاري رائجة في كل البيوت! مستوحاة من خيال كل مسافر ينوي المغامرة. سلمى تحب الأجواء التي تساعد على التأمل، تريد حياة بدوية، طبيعية، دقيقة، وراقية، التي تفرضها هذه النغمات في ديكوراتها الداخلية.
 عظيم هو سلام الصحراء... تركت ماضيها واستسلمت لأفكارها... وتوجهت إلى رمال أفريقية الذهبية.
 باستخدام الحافلات وسيارات الأجرة السرية والمعلنة، تعبر عدة حدود وتهرب نحو الجنوب والمساحات الصفراء المحمرة والسماء اللامتناهية والأرض الشاسعة. هناك، تجيد سلمى العزلة والصمت.
 في البداية كانت غريبة عن أرض الصحراء ونارها، وسرعان ما استقرت في منزل على حافة واحة، في مواجهة غابة أخرى وبركان خامد.
 تمر الفصول، وتعود الحياة شيئا فشيئا، بدفء الصداقات والحب والوظائف الجديدة المتنوعة.
 لكن في مكان ما في بلادها، يكبر طفل.
 تستحضر رواية الهروب مرة أخرى وإعادة البناء.
 ماذا سيقول الناس؟
 أعرف محاسبتي؟
 لا يمكنني أن أكون أم البدع وأنجو سالمة من أعين الحساد؟
 لا يمكنني أن أترك ورائي مجتمع مقتنع بوضعه لا يحاول القيام بأي خطوة تنافي الرتابة الآمنة للعثور عل مكانه الصحيح في هذا العالم المتقلب ويستقبلني مهللا مكبرا بصفاء جرأتي؟
 وفاحت الإشاعة "سلمى عائدة"؟
أما في واحتها الصغيرة، تحتفل سلمى بعودتها المحتملة. لكن حدثين رهيبين أحبطا هذه الفكرة. تزوج زوجها مرة أخرى وابنها كان غير سعيد وفقد النطق...
و عندما اقتربت منه ، خفق قلبها و تمتمت... اني هنا يا بني فالمعذرة... فتحت ذراعيها و انحنت فهجمت إلى حضنه تهذي... أحبك.
 و تكونت حلقات في كل البلاد تتساءل هل مصاحبة سلمى من جديد حلال أم حرام ؟
خسوف سلمى تمكن من استكشاف مخاوفنا من الهجر، وسعينا إلى الذات، وإعادة خلقنا. 
سلمى التي تترك ابنها مع والده، و تبدأ حياة جديدة في الصحراء الكبرى، تلمسنا بإنسانيتها المعقدة. 
هل يجب أن نحكم عليها؟ أو نرافقها في رحلتها الداخلية، التي تتسم بثقل الخيارات الصعبة والرغبة في عيش حياة أخرى، في مكان آخر ؟ 
هل يصبح هذا التوجه نحو الشمس رمزًا للطهارة، ومساحة تساعد على التفكير وإعادة اكتشاف الذات أو هو هروب من المسؤولية ام شر الأنانية. 
تتساءل سلمى بمهارة عن احتمالات الوجود... ماذا يحدث لحياتنا اعتمادًا على القرارات التي نتخذها؟ 
هذا التساؤل حول تعدد المسارات التي يمكن أن نسلكها يجعل صدى قصتها يتجاوز قصة سلمى الفردية. 
سعيها نحو المطلق يواجهنا بشكوكنا وحدودنا... 
لو فرضنا أن كل واحد منا سلمى. ماذا سنفعل؟
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
مرسيليا-فرنسا

دموع السماء ومدينة البؤساء / في أقصي طريق الحزن تقع مدينة البؤساء التي أجتمعت بها الأحزان ففيها أشجار المعرفة التي أحاطت بها ال...