mercredi 27 novembre 2024

معبد الدينار 
 تعتبر حفلات زفاف الجيران وأبناء العائلة في قريتنا، فرصة لحياكة القلوب والتقرب من نجوم شهرزاديات ألف ليلة وليلة من حكاياتنا. 
يشعر الآباء بالقلق على شرف بناتهم، ويرون أن حذرهم يتضاءل بسبب حرارة ليالي الصيف.
أحببت تلك اللحظات التي كنت أجلس فيها على أسطح المنازل أتجسس على الجميلات في ساحات بيوتنا العربية. انظر إلى الأسفل في مربع مَلآن رؤوسا تجسدت الحياة بألوانها الزاهية. نساء ونساء ونساء من كل الأعمار. أجسادهن تلمع تحت لباسهن اللائق، صدرياتهن تجعلهن صبيات ناضجات وأوراكهن المتمايلة على إيقاع الموسيقى العاطفية تجذب ملذاتي. صفارات الإنذار تبرق من عيني. إنها لحظات مبهجة. أحببت فعل ذلك.
 نظرة وبسمة وموعد ولقاء... وقفزة في مجهول الغراميات...
 وبعد أشهر يتم القران وتبدأ حلاوة التحقيقات... المال... وما أدراك من المال... فتنة الزمان...
 لمدة عامين زوجتي تدرس وأبوبها تدفع الأموال و أنا أعمل يوم على يومين. أما بالنسبة للمال، فيمكنني شرح ذلك بسهولة، فلم يكن لدي أي شيء، وهي تعطيني بعضا منه. لقد كانت في منصب إداري جديد منذ عدة أشهر وبدأت رواتبها تتراكم في البنك. تقرضني خمسة آلاف دينار لتصفية ديوني، فإن لم تفعل ذلك ادخل السجن.
 لم اسددها أبدا لأنني لم استطع.
 كل خلاف بيننا، فهي تلمح إلى المال. سألتني إذا كنت سأبدأ في سداد ديوني لها. أجبت :
 سأعطيك دينارا في الشهر لمدة مائة عام.
 وفي الحال تدخل في هيستيريا وتأخذ حقيبتها وتغادر المنزل.
 زوجتي والمال مصنوعان للعثور على بعضهما البعض.
 هل تعلم ما هو الأسوأ، عندما يتم رفضك؟ هو فقدان السيطرة على نفسك.
أعتقد أنني لست في مكاني ، عاليا بما فيه الكفاية. 
 وبعد نقاشات حربية وضعتني في مكان الوصيف لأنني لا أعمل ووظيفتها لا تسمح لها أن تقوم بالأشغال المنزلية...
 في إحدى الأمسيات، سألتني بنبرة ساخرة إذا كنت أقابل أحدا خلال النهار؟ أنكرت ذلك، ضحكت. وضحكتُ. ثم أضافت أن الناس في حالتنا يفكرون دائما في مقابلة شخص آخر.
 فكرت طويلا وقالت لي: لماذا تبقى معي؟
 لم أرد عليها. ابتعدت منها. ها أنا أقف صامتا على شرفة منزلي مشوش الفكر. تلاحقني فكرة هل تعلم أنها تسكن في بيتي.؟
 الحقيقة هي أني فارغ الجيب وأعيش صراعات داخلية تجعلني لا أستطيع التحرر من قيود التقاليد. وبقيت أردد ليلة كاملة... ما سيقول الجيران عنا؟
و بقت تلاحقنا الحرب حتى في زمن السلم.
أدركت بعد مدة ، إنها استعملت خدعة محامية ملتوية "دافع عن الباطل لتعرف الحق"، وقد وقعت فيها لأنها أكثر ذكاءً...
لقد تخلت عني معلنة : كيف تكون معي و أنت لم تر أنني حامل.
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
تونس

قصيدة بعنوان وحيد الليل  جو ممطر  ركن شرفة  جالس أتأمل  السماء كئيبة  طيفك يؤنسني في وحدتي  ليل طويل  عقارب الساعة  انتظر الفجر  نبضات قلبي ...