الظواهر الكونية المؤكدة لوجود الله سبحانه
ظاهرة حدوث الكون: أي وجوده بعد إذ لم يكن.
أول ظاهرة تدلنا على الله هي حدوث هذا الكون الذي يدلنا على أن له محدثا وكلما تقدم العلم أعطانا الدليل بشكل أدق وأعمق وأكثر إقناعا على هذه الظاهرة بل ما قدمه العلم من أدلة عليها جعلها في حكم البدهية إذ وضوح الأدلة وتعاضدها لم يبق مجالا للشك فيها فقوانين الحرارة وقوانين الإلكترون والطاقة الشمسية قد قدم كل منها دليلاً واضحا عليها وبتضافر هذه الأدلة يظهر الأمر ظهورا لا يبقى معه مجال للشك هذا عدا عن الأدلة الفطرية والعقلية والقطعية التي ذكرها الربانيون في كل عصر وسنحاول أن نستعرض هذه الجوانب واحدا تلو الآخر لنرى كيف يقدم كل منها الدليل على كون هذا الكون مخلوقا لخالق.
1- قوانين الحرارة:
يقول ليكونت دي نوي رئيس قسم الفيزياء في معهد باستور ورئيس قسم الفلسفة في جامعة السوربون في كتابه مصير البشرية: إن أحد وجوه النجاح العظيمة التي حققها العلم الحديث ربط قانون كارنوت كلوزيوس يدعى أيضا "بالقانون الثاني في الترموديناميك" الذي يعتبر مفتاح فهمنا للمادة غير الحية بحساب الاحتمالات وقد أثبت الفيزيائي الكبير بولتزمان أن التطور غير الحي وغير القابل للانعكاس الذي يفرضه هذا القانون يوافق تطورا نحوا حالات أكثر وأكثر احتمالا تتصف بازدياد التناظر وتوازن القدرة وهكذا فإن الكون يميل نحو التوازن حيث تزول جميع عدم التناظرات الموجودة في الوقت الحاضر وتقف جميع الحركات ويسود الظلام التام وقد عبر إدوار لوزكيل عن هذا القانون وكيف أنه يثبت به أن لهذا الكون بداية بما يلي:
فإما أن يكون هذا الكون مجرد وهم وخيال وهو ما يتعارض مع القضية التي سلمنا بها حول وجوده.
وإما أن يكون هذا الكون قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم.
وإما أن يكون أبديا ليس لنشأته بداية.
وإما أن يكون له خالق.
وللحديث بقية