في شعرنا .. في عمرنا
حيث المعراج يسائل الجياد المجنحة
عن صوت خافت ينقض على النفس كالضرغام
عن أجراس كلما اخترقنا الممر الضيق
أرشدتنا نواقيسها إلى قصيدة
تنتعل وجه الركام .
في شعرنا ..
تموت كل الأشياء القبيحة
.. إلا
الموسيقى .. / .
أصوات الجميلات الغارقة في الوحل .
النجوم .. / .
ترجم جثثا تنزلق نحو الأرض،
العيون الباكية .. / .
تلف فراغا منزوع الأقدام .
التائهون في الأفق
الساهرون على حراسة أمانيهم المترسبة في جب مهدم
يسكنه
شيطان منتحل لهيئة الظلام .
لم يبق من الشعر
إلا إناث يحملن قلوبهن
كحبات فستق
يختطفهن الشط
يروض مسامعهن على هديل اليمام
وقصائد ضالة ولدت فقط
كي تشتكي وجع غربتها
لنزيف الأرحام .
يموت الشعر إلا من امرأة
تسمع بكاءها لقلب حمال
لهموم مجنونة يستغويها العشق
حين يمتشقه تاج الأحلام .
من يخلف الجمال في الشعر ؟
من يرث هذه المرآة التي تعري أطراف امرأة غافية
محشوة كرصاصة في فوهة البركان ؟
من يجسر على استدراجنا ...
إلى جسد ينتظر الحريق ؟
من يتوهم أننا نستطيع أن نحتل
واحة الجسد بالكلام ؟
لا أحد .. / .
أيها المقيم في المرايا المستباحة
اختبئ
فالمعاني تتناسل كالجواري
كقشة منتفخة بين الخيام .
محمد زغلال