وإذ تتلألأ وجنتاها
كالورد الندي المبلول
أرى الصبح في محيّاها
والليل بشعرها المسدول
وأهيم بحبها ويؤلمني
خوفي من المجهول
كأنّ أحلامي تجسّدت
بخصرها المنحول
فأذوب كالشمع نوراً
بليلٍ دامسٍ مطلول
وتؤلمني لواعج الهوى
وأنا بعمر الكهــول
ويذوب الفؤاد برغائبي
بعالم الحب والنور
ويتوهُ بدنيا المغريات
ورياحين العطور
وتسحرهُ زقزقات الصباح
وألحــان الطيــور
فيغني للمنى والأمــل
يحــدو به للعبــور
ويمـرُّ بمواقف الأســى
ويرى مشاهـد السرور
ويرى أكواخ الفقراء
وبجنبها أعلى القصور
ويزحف للمنى ولا يبالي
بممنــوع أو محــذور
وفي الشدّات يطلب الفرج
من الــرب الغفور
عسى لحسن العاقبة ينتهي
مئــال الأمور
والى جنائن المن والسلوى
والعيـن والحــور
وجنةٍ تخلو من الظلمات
التي لاتستوي والنور
وجنةٍ بظلالها الوارفات
لاتستوي والحرور
ونحن منذ آباد من السنين
ومنذ دهــور
من أجلها نصلّي ونتقي
شر الخطايا والفجور
ومن أجلها نزكّي ونعطي
خير الهدايا والنذور
من أجل تلك الدار الآخرة
التي يجعلها الله مقاما للمؤمنين
الذين لايريدون علواً في الأرض
ولا فساداً والعاقبةُ للمتقين
فالح الخزرجي /العراق