المشهد الأول ....... وتاخذنا فيه كاميرتنا مع اقتراب غروب الشمس إلي إحدى قري أرياف دلتا مصر وهي قريه ذات طابع حضري عمراني يلامسها حيز زراعي لتجمع ما بين المدنيه في لهجة وحياة ساكنيها وأيضا القرويه في جمال وخضره مزارعها ونقاء وصفاء هواءها وحتي في عمق وغموض أحوال ومعايش شخصيات اهاليها الطيبين وتستمر بنا كاميرتنا في مسيرتها الادبيه التراسيه لنشاهد منها قبل الغروب ومن شارع القريه الرئيسي مدى تباين معيشة سكان هذه القرية وسنة ألله في كونه الفسيح إذ لو أنه تبارك وتعالي قد خلق الناس جميعا علي نفس المستوى من كل النعم ما عمرت الأرض ولما احتاج بعضنا إلى بعض ومن عدالته سبحانه وتعالي أنه قد عظم من أجر المساكين الصابرين المحتسبين في الاخره الباقيه تعويضا لهم عن ما قاسوه في دنيانا الفانيه حتي أن سيد المرسلين والأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد دعي ربه وقال اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين وتستمر بنا كاميرتنا في طريقها لنري عن اليمين وعن اليسار العديد من العمارات فارهة ومتوسطة البنيان يتخللها أيضا العديد من البيوت ذات الأدوار المنخفضه الملحق ببعضها جناين الفاكهه وأيضا بعض البيوت التي لا يعدو ارتفاعها عن دور واحد مسقوف بالخرسانه المسلحه كما أن البعض منها بدون سقف مسلح وقد تم تعريشه ببعض الأخشاب والكثير من جريد النخيل قبل تغطيته بطبقه من طين الأرض الطيبه ثم تأخذنا كاميرتنا يمينا عبر طريق معبد غير مرصوف لنجد أنفسنا بين الزروع تاره وتارة أخرى بين جناين أشجار الفاكهه المحاطه بالاسوار التي بني بعضها بالطوب الأحمر وبعضها الآخر بالطوب الأخضر ثم ومع تعمقنا ما بين الجناين والاشجار كادت الرؤيه أن تتلاشى أمامنا وحولنا تماما إلا من بصيص نور خفيف صادر من نافذة منزل هنا أو حتي من ضوء مصباح يدوي لأحد المزارعين بجوار ماكينة ري هناك والتي لم يمنع صوتها العالي المميز أن نسمع ما نسمعه من أصوات بعض الحشرات هنا أو حتى الضفادع والحدادي فوق الاشجار هناك ثم يقطع كل ذلك ويغطي عليه ما يجعل القشعريره والخوف يتملكان من قلب أشجع الشجعان لما انتفض وبقوه أحد فروع إحدى هذه الأشجار المحازيه لطريق مرورنا مع أصوات قد يتجمد لها الدم في عروق أي إنسان لم يمر يوما من هذا الطريق في هذا الوقت وهذا الزمان وقد توقفت بنا كاميرتنا أو لنقول تجمدت معنا أيضا في نفس المكان وإذا بنا نري لما تماسكنا وجاهدنا أنفسنا للنظر وللوهله الأولى نمران. يا الهي وهل هذا معقول انهما قطان ضخمان يتعاركان لا بل انهما يقتتلان قبل أن يسقطا معا من أعلى فرع لأضخم شجره في المكان ليبدو سقوطهما وكأنه قنبله وقد انفجرت كالبركان الذي لما هدأت ثورته تبين لنا أن أحدهما ( قط أسود بهيم) لا يرى منه إلا العينان اللتان تبدوان وكانهما قطعتين من جمر النيران والآخر لم نتمكن من رؤيته لما أصر الجبان ونجح في الاحتفاظ بروحه بعد الهرب والزوغان وقد تركنا الحيوان الجبان مع من لا يشك من يراه أنه الشيطان غوثك يا رحيم سترك يا رحمان فطال بنا التجمد والوقوف أمامه دون حركه أو نفس إلا من التفكير مثل غريمه في الهرب وفي الزوغان قبل أن يقرر هذا الشيطان بمحض إرادته إنهاء اللقاء ثم الدوران ليسير بكل ثبات بعد أن سيطر بلونه الاسود وعينيه علي جميع من في المكان ثم قفذ الي أعلى سور إحدى الجناين المجاوره كامهر حصان قبل أن يغوص بين اشجارها ويختفي لتعود لنا روحنا وقد كاد أن يسلبها منا ذلك الأسود الالعبان ثم نمضي نحن بدورنا في طريقنا المعبد مجدداً بين الجناين والغيطان وصولا إلى منزل تاجر الجمله الكبير بالقريه الحاج فهمي عبد الرحمن المكون من دور أرضي يعمل كمضيفه ملحق بها جنينه غنيه ببعض أشجار الفاكهه التي تحيط ثلاثة أدوار الأول العلوي منهم لسكن الحاج فهمي وزوجته السيده سميحه رضوان وأولادهما والاخران على التشطيب جاهزان وها نحن ندخل إلي المنزل بكاميرتنا لنستطلع أولا جنينته الخلفيه حيث نري فاضل الجنايني يقوم بإغلاق أحد صنابير المياه بعد أن أنتهي من ري آخر اشجارها ثم تنتقل بنا كاميرتنا إلي مكان آخر وتحديدا إلي مضيفه المنزل الأرضية حيث نري زوجة فاضل الجنايني السيده رسميه وهي تقوم بوضع اللمسات النهائيه في نظافة المضيفه وتجهيزها لإقامة حفل السبوع الذي سيقيمه غدا الحاج فهمي وزوجته السيده سميحه احتفالا بما رزقهما ألله به من توأم فضل ونعمه من الحنان المنان
* وها نحن نستمع للسيده رسميه تقول لزوجها فاضل لما أقترب منها بعد نهاية عمله أوعي يا راجل تكون نسيت تسقي الخروفين حرام عليك يندبحو بكره وهما عطشانين
# فقال لها زوجها فاضل بعد أن وضع يده على رأسه ياااه والله كنت رايح أنسى كويس إنك فكرتيني يا أم أحمد والله شوفي بعد ما سقيت الشجرات كلهم نسيت اسقي الخرفان بس يالا شدي حيلك انتى كمان على بال ما اسقيهم علشان نلحقو نروحو نريحولنا شويه قبل دوشة بكره إحنا كمان
* وقالت له زوجته أيوه ألله يا أبو أحمد علي قولك دا أنا تعبت خالص النهارده كمان يالا بس أنت شد حيلك علشان أنا خلاص خلصت ومش فاضل يا فاضل غير شوية تظبيط وشويه روقان
# فابتسم لها زوجها فاضل قبل أن يقول لها هوى واكون عندك يا أم أحمد يا أم الروقان دون أن يتحرك من نفس المكان
* وحدقت فيه زوجته رسميه قبل أن تقول له بدلال الزوجه شوف يا اخوي الراجل ما تروح يا أبو أحمد شوف شغلك ولا انت ناوي نقضوها الليله كلام في كلام ولما حدق فيها زوجها مبتسما دون تحرك ودون كلام
* دفعته زوجته من زراعه قبل أن تقول له ما تروح يا راجل فجر ربنا قرب يبان
# فقال لها زوجها مبتسماً قبل أن يغادرها تأمر يا جميل ثواني وارجعلك تاني قوام
* وابتسمت له زوجته بدورها غير أن خجلها قد منعها من الكلام قبل أن تنهمك في ما تبقى لديها من روقان. لنغادرها نحن أيضا بكاميرتنا ونصعد بها إلي أعلى البنيان لتدخل بنا إلي شقة الدور الثاني الفسيحه المكونه من خمسة غرف وصاله كبيره ومطبخ كبير وحمامان والتي يظهر من اثاثاتها يسر الحال مع أصحابها وفضل الرحمن وتتجول بنا كاميرتنا داخلها وتاخذنا من صالتها الواسعه إلي غرفة الأولاد لنشاهد في أحدها وفي سريره إبن الحاج فهمى الكبير فوزى ذو العشرة أعوام وفي الثانية طفليهما التوأم حديثي الولاده وفي الأخرى أيضا ابنته الوسطى فوزيه ذات الثمانية أعوام مرورا بحجرة الصالون وصولا إلى غرفة والدايهم وهما ما يزالان مستيقظان يتجاذبان أطراف الحديث مع الكثير من السعادة والروقان
* وها نحن نستمع للزوجة السيده سميحه رضوان تقول لزوجها وهي تساعده في تغيير ثيابه جيبت يا حاج لبن الجمال إللي طلبته منك من اكتر من تلات أيام
# فحدق فيها زوجها الحاج فهمي عبد الرحمن قبل أن يقول لها والله يا حاجه دورت في كل بلدنا والبلاد إللي حوالينا كمان ما لقيت خالص بس فيه ناس كدا صحابي وعدوني إنهم بيحاولو وربنا يسهل يا ست الكل
* ونظرت إليه زوجته نظرة عتاب قبل أن تقول له يحاولو إيه بس يا حاج دا كلام برضه بعد اللي قولتهولك عن أهميته الموضوع ديتي ولا انت إللى لسه برضه مش مقتنع بيه الكلام
# فابتسم لها زوجها قبل أن يقول لها إن جيتي للحق يا حاجه أنا فعلا مش مقتنع بيه لكن أنا ما اقدرش اتاخرلك عن طلب علشان كدا والله مشغل كل معارفي وأصحابي وراه الطلب الغريب ديتي وربنا يسهل ويلقوه إن شاء الله يكون حتي في أسوان
* وقالت له زوجته أيوه يا حاج بس أصله لو ما عرفوش يبعتهولنا لحد بكره بالليل يبقى مفيش منه فايده بعد كدا الكلام
# فابتسم لها زوجها قبل أن يقول لها قولي بس إنتي يا مسهل يا حاجه وربنا رايح يبعتهولنا قبل معاده وإن ما حصلش يبقى ربنا ما ارادش لعلم عنده ما ليناش إحنا دخل فيه كمان
* وحدقت فيه زوجته قبل أن تذهب إلى حجرة طفليها التوأم لتطمئن عليهما ثم عادت مجدداً إلي زوجها قبل أن تقول له يا مسهل يا حاج يا مسهل المهم ايه أخبار فاضل ومراته خلصو شغلهم تحت وجهزوه ولا لسه المكان
# فقال لها زوجها بعد أن امسكها من زراعها تعالى بس انتي اقعدي وارتاحي كدا واطمني أنا عديت عليهم قبل ما اطلعلك ولقيتهم خلصو شغلهم وكل شيء تمام التمام
* وقالت له زوجته طيب والطلبات يا حاج اوعي تكون نسيت حاجه منهم انت عارف إن مداعينا كتير ومش عايزه أي حاجه تنقص ما انت عارف برضه يا حاج كتر الكلام وعلى رأي المثل بالليل ياكلو اكلنا والصبح ينتفو جلدنا ولا في دي أنا غلطانه كمان
# فابتسم لها زوجها قبل أن يقول لها لا اطمني يا ستي كل حاجه تمام التمام وبزياده كمان وبكره إن شاء الله الصبح لما تنزلي بالراحه كدا حتلاقيهم في المطبخ إللى تحت وكمان اتفقت مع الجزار يجينا بكره بدري علشان يدبح الخروفين ويجهزهم بدري برضه علشان إحنا كمان نلحقو نوزعوهم. على الناس الغلابة قبل حفلة بالليل