واحدة تلوى الأخرى
تمر الأيام،
وأنا واقف مشدوها أشاهدها،
وأتساءل:
ما معنى أن يمر عام؟
يعني أن قلبك قد كسر ألف مرة، ضعف عدد أيامه وأسابيعه وشهوره
لكنك، مازلت واقفا بثبات تركِّب أطراف أحلامك لتغدو قطعة كاملة.
يعني أنك، سقطت عددا لا يحصى من المرات، وعاودت الوقوف
مُكفكفا ألم السقطة عن روحك، ومضيت.
يعني أن كل حزن نُثر في حقل شعورك، كان صعباً، كان مرّاًًّ
لكنك آستحملته، بل ومشيت برفقته، ولم تزاول التذمر قطُّ.
يعني أن الأعباء كانت ثقيلة، وجسدك الهزيل لم يتحمَّلها
وبالرغم من ذلك، حَملتها، بصبرٍ، وصعدت بها جبل عام كامل.
يعني أنك، أيها الإنسان الحالم، المترع بحماس المواصلة
الراكب قارب الإستمرار، المتقدة عيونه بالأمل
كنت، صابراً، ولم تُهلكَّ عواصف المآسي.
يعني أنك، كنت إنسانا، تتغير داخله الفصول،
يتعبك الخريف، ويأتيك الربيع محمَّلا بالأماني
فيجدك على أتمِّ الإستعداد لآستقبالها.
يعني أن الوجل لم يجد الطريق إلى قلبك،
فقد مددت أسوار الشجاعة، وكنت موقنا، أشد التيقن
أن ما سعيت إليه، حتما، مهما طالت السنون سيصير ملأ يديك.
مر عام، كمرور يوم، بل كمرور دقيقة.
مر كلمح البصر، ربما قد نقول لم نحقق أي شيء،
لم تكن لنا إنجازات، أو طرق أكملناها.
لكن، أعظم إنجاز، أننا كنا؛ على أتم الصبر، على أتم المواصلة، وعلى أتم الإنسانية.