مع ظل شاعر*]
جلستُ وحدي،
في غرفةٍ مكتظةٍ
عن آخرها بالصمت،
ألقيتُ التحية على ظلي،
فلم يكثرت لحضوري
فسألني: من أنت؟
قلت: أنا ذاك الولهان..
أو أن شئت قل كما يسميني
أهل زماني..
"بشاعر وزانسيان"
أنا الذي أسكب الحروف
في كأس الروح،
وأحتسيها جرعة
،،فجرعة، ،حتى الثمالة..
حينها، أستنطقها لتبوح لي
عن سرها المكنون.
في التقوى والمجون..
أنا من يحاور الصدى،
ويجعل من الفراغ قصيدة،
و يستشف من الريح
الآتي من جبال بلدتي
صورة لطائر إلهامي....
أروي الحكايات التي لا تُقال.
...وأشك في تمتمات السؤال..
تبسم ظلي وقال:
لكن، أين بالضبط أنت؟
أراك في كل مكان،
ولا أراك في أي مكان.
أنت ربما مشروع . .
قصيدة لم ترو بعد،
أوحلمٌ ينتظر أن يُفسر،
أو أنت النداء الذي تاه في الزمان..
أو أنك من الأفق البعيد..
كل من أتى منه لا يعود...
قلت له:
أنا الكلمة التي تاهت
في بحر لجي من الكلام..
أنا الحبر الذي يبحث
عن ورقٍ لا يخون،ولا يهون..
ولا ينطق عن الهوى..
مهما من الأمر ما يكون...
أنا الصرخة التي.
لم تسمعها الآذان،
والصمت الذي..
يملأ الفراغ،
أنا الذاكرة التي
تتنقل بين الجروح .
والآمال في الزمكان ..
لا اجترار للماضي فيها.
سألني ثانية:
هل تحبني؟
قلت:
أحبك حين تصدقني،
وحين تهمس لي..
بما لا أجرؤ على قوله،
أحبك لأنك أنا،
وأنا أنت،
نحن غريبان في جسدٍ واحد،
نخشى الحقيقة..
ولكننا نركض وراءها.
مددت يدي إليه،
لكنه اختفى.
ترك لي ظله قصيدة،
ومضى…
إلى حيث لا ينتهي الحوار....