mercredi 22 janvier 2025

في تحد صارخ لشعب بائس

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   لم نكن نتوقع في يوم من الأيام ، بل لم يخطر على بالنا ، ولم يعبر حتى في أثناء سهرنا ، أو يعرج من ضمن قطيع الوهم في خيالنا ، أنه سيأتي يوم يتنكر لنا فيه رفاق السلاح ، وشركاء الثورة ، وجموع الزحف معا نحو اجتياز حواجز التغيير ، كلا لم يتسلل إلى نفوسنا أضعف وساويس الظن أبدا أن الذين رسمنا - نحن وهم - بدمائنا أنبل الأهداف ؛ مثل الحرية ، والديمقراطية ، والمواطنة المتساوية ، والعيش الكريم ، يصبحون بين عشية وضحاها هم الجلادين ، وهم الطغاة ، وهم الظلم عينه ، بل وهم كل شيء قبيح من شأنه إذلال الإنسان وإفقاره ، إننا في الحقيقة مازلنا في غيبوبة من ارتجاج الصدمة وهول المفاجأة ، إلى هذه اللحظة لما نفق بعد...
   أجل لقد تذكرت أحد الصعاليك وهو يسأل ذات يوم لماذا تريد قتل الملك ؟ قال : إنما أريد قتله لأحل محله ، وعند ذلك سأحصل على المال والكساء ، وعلى الخمر والنساء ، وعلى القصور الفارهة والخباء .
   وعند هذا فقط علمت الهم الحقيقي لرفاقنا في مشروع الثورة والتغيير ، إذ انطلقوا مسرعين نحو تلك الملذات التي سردها ذلك الصعلوك الأعرابي ذات يوم .
   ومع ذلك كله لم نغضب غضبة الجياع عليهم ، مع أننا نعيش المجاعة بكل صورها ، ولم نحك المؤامرات والدسائس ضدهم ، مع مانقاسي من الويلات ، بل التزمنا الصمت في زمن ترتفع فيه الأصوات ، وانتهجنا الصبر ، والمجاعة تحصد أرواحنا ، لكنهم تمادوا في غيهم ، وطغوا في ظلمهم ، بل وصل بهم الأمر إلى أن يمنعونا من رفع أيدينا إلى السماء والوقوف بتلك الساحات التي كنا نقف فيها نحن وهم ذات يوم - ولم يستطع المستبدون السابقون منعنا من ذلك - أما اليوم إذا ماوصل القليل منا خلسة إلى أطرافها يردون علينا بجرع الموت ؛ كانهيار العملة الوطنية المرعب ، وكذلك رفع أسعار الوقود ومايترتب على ذلك الارتفاع ...
   لماذا كل هذا الانتقام من هذا الشعب البائس الذي كنتم - إلى قريب - جزءا منه ؟؟؟

ذاك هو الصواب سقطت علي من السماء  فكرة لم تكن مطرا ولا حبات برد كانت مجرد جملة  تسللت من سماء اللغة لم تحملها الرياح اللواقح ولم تستعمل مظل...