نبيل عماري
فنجان القهوة هو رفيق الصبح والروح يناديك لتشرب ويسمعك فيروز هو الجذوة التي تدعوك للصبح والحياة فمع بدايات الربيع تصحو الزهور وتزرر زرار الجوري لتعلن موعدها بالفرح والعطر والمنظر الجميل تلك اللوحة الجميلة النيسانية لا تكتمل إلا مع فنجان القهوة وفي الشتاء إنها المدفأة التي تلجأ إليها حين يحاصرك البرد والنور الذي يخرج من تلك الشاشة الزجاجية لمدفاءة البواري فلا بد من فنجان قهوة ساخنة مع قطعة كيك منزلي مرسومة بداخلها خيط من الكاكاو ...... القهوة هي صديقة الفصول الأربعة وهي تصاحبك مع شبابك وحتى يحدث تعرجات بوجهك " الشيخوخة" فرائحة القهوة تذكرنا بزمن جميل وجلسة وفرح وجاهة ومكان وضحكة وتعليلة وحتى بسكوت ماري فيها رائحة حنين قديم، ورائحة زمن رائع بكل مفرداته، فنجان القهوة وذاكرته يأخذك لزمن كانت الحياة حلوة لصبح هادىء وزقزقة عصافير تشتم رائحتها بالعيد وكذا الملبس ع لوز تحمصها الوالدة فتعبق الرائحة تقول يا ليلة العيد أنستينا وجلسات على عتبات البيوت البسيطة تعلن القهوة أنا موجودة وبين أحاديث الجارات البابور كان يعرفها وكذلك منقل الفحم والمهباش ومطحنة القهوة وحسب قول الشاعر نزار قباني طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح وتعرفت على دلة القهوة عيون الغاز ففي فوران القهوة خير وهي مصابيح الفرح بأغنية قهوة لأسمهان فيتداعى لروحك فلم غرام وأنتقام ب نغم حضورها في دمك وسمعك وذاكرتك. وتفتح أجنحتك بفرح في أستقبال فنجان قهوة قادم عبر صينية كأنك تستقبل ضيف عزيز على قلبك ومع القهوة تهديك صور فيروزية بأغاني تدخل مزيداً من الفرح بقلبك