دلالة ايمان
من الصباح الباكر برنات الجرس المتتالية، ودقات الباب المسرعة والساعة معهما، انها الساعة الثامنه صباحا موعد عادل زوجي يعالج في بلاد بعيدة اما ان شفاء او رسالة لكن خفت ان ا فتح الباب وناديت ياهرة اركضي ويا جروة اسرعي اسعينْ للباب وشمت من تحت الباب الجروة ونفرت الهرة رجعت لنومتي واحببت ان تكون طويلة لكي مضى اليومان استيقظت وعليه اطعمت الأوز والدجاج والارنب والحمامات وهذه هرتي المدللة والارنب الحنون وجروتي الوفية، طحنت القمح بمطحنتي واخذت البيض من الطيور
رن الجرس رنات اسرعت مسحت وجهي ووضعت حمرتي واكنست سريعا واحضرت العود، ثم دق الباب اسرعت جروتي ومعها الأرنبة وهرتي خلفهن نبحت الجروة وزجرت الهرة.. نظرت من الباب خوفا اوقفت الأرنبه اذنتيها اسرعت اليّ هرتي حزنا وقهرا وكانها تقول ليس عادل عرفت وفهمت لا افتح الباب ولا اصل عتبته ، غسلت وجهي لبعد الحزن وكثرة الأشتياق اشعلت البخور والحرمل لغير انفاسي اعطيت الطيور اكلاً وتعجبت من الُفتهنّ برقة الحمام ورقصة الطيور وهرتي والارنبة معهم يلعبان، الارنبه تصفق اذنيها، والهرة تلوح ذيلها، والديك يصيح والدجاجة تعقعق، لقد ابتسمت وضحكت ما هذه الالحان
قلت في نفسي عليّ ان اغير، اخذت عود زوجي وضربت الاوتار
وغنيت الاغاني بمفردات تعشقها الأوتار ، اغنية طه رشدي
يا رايح وين مسافر متى ترجع وتعود
لم اكن اعلم انها الساعة الواحدة صباحا وكنت اظن انها الرابعة عصرا
!! نمت وكانت نومتي طويلة استيقظت و
سمعت صياح الديك وصوت الهرة ونباح جروتي و الحمام يطير ماهذا هل انت عادل اتسمعني انا ايمان، عدتها ثلاثا واربعة انا ايمان انا ايمان، خرجت من حجرتي والباب مكسور ومفتوح انه كلب مسحور، ركضت وناديت بأعلى صوتي واعمات واخالات دعوت الرب وخرج الكلب اسرعت لسد الباب وغنيت اغنية محمد عبد الوهاب يامسافر لوحدك بعيد عني، ضربت العود ورقصت الجروة ولوحت الهرة بذيلها والارنبة بأذنها وصاح الديك .... دق الجرس دقتان ثم الباب اربعة، وكنت يائسة! لم اذهب االى الحجرة لاضع الحنه والديرم وعطر الورد اكرهت شعري الطويل في تمشطه يكاد يصل اطراف اصابع رجليّ بكيت كثيرا والباب يدق والجرس يرن كل العدة نباح كلبتي وتضجور ارنبتي وهرتي المدللة تركض الى احضاني وبان الحزن فيهم ، وقلت حقا من قال الحيوان على قلب مربيه عرفت انه غير عادل نمت وفي المنام ان عادل يحرق تحت اعواد الرمان استيقظت من نومتي وقلت لقد توفي عادل وانه عادت الهنود يحرقون الاموات، غنيت اغنيتي وضربت عودي
دق ابواب الناس كله وبالأخر دقوا بابي... لا اتذكر ايام تعود ولكن ابدا ما انسى احبابي
مشيت للباب وفتحت الاقفال ويأست من لرؤيته في المنام، ومن يومها لا رنة ولا دقة.
القاص
اياد علي حسن حلو
كلية التربية
قسم التاريخ
2024/1/4