dimanche 5 janvier 2025

رشيد سليم الخوري .
                           أعمال القروي النثرية .
                           العروبة ُواللّغةُ .
ونستقي من كتابِه هذا بعضَ ما قالهُ عن العروبةِ ولُغتِها ، وهو يردُّ على الشّعوبيّين، وهم يهزأون بها ،ويقولون عنها إنّها فشلتْ .
ويسألكم الشُّعوبيّونَ هازئينَ: ما العروبةُ؟ وما برنامجُ العروبةِ ؟
قولوا : العروبةُ شعارُ الأمّةِ العربيّةِ، وروحُها ، وشمسُ أوطانِها ، ومهوى أفئدتِها، وملتقى ما تعدّدَ من أقاليمِها ولهجاتِها ، العروبةُ دينُ الأملِ الشّاملِ ، والدينُ إيمانٌ
ومحبّةٌ وتعاونٌ وخيرٌ عميمٌ . وبرنامجُ العروبةِ ليس أبجديّةُ موادٍّ وبنودٍ . بل هو معانٍ تعمرُ بها القلوبُ، ومناقبُ حفلتْ ها سيَرُ أبطالِكم في العصورِ . وبدون هذه المعاني وهذه المناقبُ باطلٌ كلُّ مجلسٍ وكلُّ حزبٍ وكلُّ مبادئٍ تشغلُ الطُّروسَ .
العروبةُ روحُ حاتمٍ ومعنٍ ، والسّموألِ في سلوكِ كلِّ عربيٍّ ، وروحُ عنترةَ وطرفةَ وامرئِ القيسِ والأخطلِ والمتنبّي في خيالِ كلِّ شاعرٍ عربيٍّ، وروحُ خالدٍ وأسامةَ وطارقٍ وصلاحِ الدّينِ ويوسفِ العظمةِ على سيفِ كل ِّ جنديٍ عربيٍّ ، وروحُ عليٍّ وأبي بكرٍ وعُمَرَ على قلب كلِّ متسلِّطٍ عربيٍّ. العروبةُ ليستْ أحواضًا للسّباحةِ في نادٍ هنا ونادٍ هناك وآخرَ هنالكَ ، بل هي بحرٌ محيطٌ يضمُّ أرخبيلَ أقطارِنا، وتجري فيه رياحُ تضامُنِنا كما تشتهي سفُنُ أمانينا .
                   العروبةُ هيَ في شموليّتِها .
العروبةُ أن يشعرَ اللبنانيُّ أنّ له زحلةَ في الطّائفِ، والعراقيُّ أنّ له فراتًا في النّيلِ . العروبةُ دمٌ زكيٌّ يجري في عروقِ جسدٍ واحدٍ أعضاؤُه الأقطارُ العربيّةُ، وكلُّ ما يعوقُ دورةَ هذا الدّمِ يعرِّضُ الجسدَ كلَّه للأخطارِ .
ويقولون فشِلتِ العروبةُ . قولوا :بل عُوِّقتْ عنِ النّصرِ إلى حين . ثمّ كان المؤتمرون بها همُ الفاشلينَ . من سارَ على نور العربةِ لم يضلَّ ، ومن عمِلَ بوحيِها لم يُضرَّ . بإسفنجةِ العروبةِ يمسحُ الضِّغن، وبميثاقِها تزولُ القطيعةُ ، وعلى شاطئِ وحدتِها يتكسّرُ الإستعمارُ، وعند آفاقِها يقفُ زحفُ الليلِ ، وفي ظلِّ علمِها تغمضُ عينُ الأمنِ، وفي ميادينِها الواسعةِ تعمُّ الحركةُ ،وتُثمرُ المواهبُ ،ويُنشَدُ اليُسرُ والرّخاءُ . ومن أحشائِها تولدُ العبقريّةُ، ومن عروقِها يتفجّرُ دمُ الأصالةِ . فأين كانتْ خيلُها فهنالك تعقدُ ألويةُ النّصرِ، وتُنفَخُ أبواقُ السَّبَقِ في المضاميرِ . كلُّ حزبٍ لا يولدُ من صلبِها فهو دخيلٌ عليها ، متربِّصٌ بها . وهي كالبحرِلا يشُقُه إسفينٌ , تضرِبُ فيه العمودَ فيشغَلُ منه بقدْرِ حجمهِ وهو محيطٌ ، فما إنْ تنزعْه حتى يتعانقَ الماءُ ،ويعودَ جسدًا واحدًا وروحًا واحدةً كما كان .
                       لا خوفَ على العروبَةِ .
لا خوفَ على العروبةِ من أيِّ نظامٍ اشتراكيٍّ، لأنّ كلَّ ما يُنصِفُ العامّةَ َ من الخاصّةِ ،ويأخذُ حقَّ الضّعيفِ من القويِّ، يلائمُ سجيَّتَها ويرضي دينَها . قبلَ الثّورةِ الفرنسيّةِ ، وقبلَ شريعةِ تحريرِ العبيدِ الإسميّةِ في أمريكا بأكثرَ من ألفِ سنةٍ جهرَ شارعُنا العربيُّ بمبدإ الحرّيّةِ والإخاءِ والمساواةِ ، فجعلَ فكَّ الرّقابِ كفّارةً عنِ الذُّنوبِ وزُلفى إلى اللهِ ،وقالَ في حديثِه : "الإنسانُ أخُ الإنسانِ حبَّ أم كره ". فبقليلٍ من الاجتهادِ نتلافى التّصادُمَ مع أحدثِ الأنظمةِ الإقتصاديّة، إذ نعلو بما نسمّيه صدقةً ومترادفاتِها من درَكَةِ هذه الأسماءِ الزّاريةِ بالقيم، إلى إسمِه العادلِ النّبيل : ألا وهو حقُّ المواطنِ على أخيه . فمبدأ التّعاونِ يقضي بأن يكونَ كلُّنا خادمًا مخدومًا . وما السّيادةُ العليا إلّا لمجموعِ الأمّةِ .
                          لغةُ العروبة..
                            الوصيّة .
هي هذه اللّغةُ الخَصْبةُ المِطواعُ . لغةُ أهلِ الجنّةِ. اللّغةُ التي اتّسعتْ لرسالةِ الرّحمان . اللّغةُ التي ملَكتْ فصحاها ألسنةُ أفذاذِ الأدبِ العربيِّ ، وألّفتْ بين قلوبهم في كلِّ قطرٍ سحيقٍ ، والتي يتناشدُ ألحانَها بلابلُ الشّعرِ من الخليجِ العربيِّ إلى المغربِ الأقصى، إلى كلِّ متغرَّبٍ قذيفٍ ، فتتجاوبُ قلوبُهم بأصدائها، وتعلو على كلِّ صوتٍ شعوبيٍّ نكير. بها التّفاهمُ وبها الألفةُ وبها الوحدةُ، وفيها القوّةُ فالهيبةُ فالسّلمُ فالنّعيمُ المقيمُ .
كلُّ عادلٍ إلى العاميّةِ عنها، مبشّرٌ بها دونها ، إنّما هو كافرٌ بها وبكم أيّها العربُ، دسائسُ عليها وعليكم. كائدٌ لها ولكم ، عاملٌ على قتلِها وقتلِكم . فعلّموا القرآنَ والحديثَ ونهجَ البلاغةِ في كلِّ مدارسِكم وجامعاتِكم ، لتُقوَّمَ بالفصحى ألسنتُكم ، وتتقوّى ملكاتُكم ، وتعلو نفسُكم ،وتزخرُ صدورُكم بالحكمةِ ، وتُشرقُ طروسُكم بسحرِ البيان..
إعداد عبد الله سكريّة .

( الوداع ) /// بقلم الشاعر سلام المرياني

( الوداع ) أودعكم اورايح سفر للعمره وبروني الذمه وروحي متعذره من صرت اودرت مازعلت انسان ولاخليت بگلوب البشر حسره هيه الدنيه تسوه صم تتن فل...