ولم يكن بيني وبينه سلام قط. ربما لأننا أحببنا بعضنا البعض بشغف شديد.
إنه مهووس بالفوضى وأنا مهووسة بالنظام. اثنان متضادان... يصعب التعايش بينهما.
قلت بصوت منخفض: لدى كوخ قديم بين كروم العنب. إرث من والدي. لقد عشت هناك منذ أن كنت في العشرين من عمري. وحيدة. والدي تاجر، تعلمت أن أكون خليفته، في المقابل، تمكنت من الحصول على حياتي الحرة. بطريقة ما، حياتي كرجل. ولهذا السبب أنا هنا أمامك، في رحلة بحرية على نهر النيل. تعالى وعش معي.
"أعيش معك"، كرر كشخص غير متأكد من أنه سمع بشكل صحيح. "أنا لست مسلما."
الدين ليس عائقا أمام اتحادنا. كل ما عليك فعله هو أن نكون ساعدين لنجابه تحديات الحياة بالنسبة لي، أنت حر في تنقلاتك. الوحدة لا تخيفني. أما الكروم تبغض المتقاعس. إن الالتزام بتغيير الدين ليس رغبتي. ابق كما أنت. أبحث عن رفيق وليس عن محارب.
ابتسما...
وهمست بلغة الحكماء... في جرف اذنيه : هدوء النهر غادر
وما هو إلا لحظة مؤقتة تسبق جنون أمواجه، وما هو إلا استراحة محارب.
وبصوت مرتعش والماء بدأ يتصاعد... و سفينتهما ترقص بها الارياح. همس بلغة الكهنة في ذقنها : هل من الممكن أن يلتقي الخطان المتوازيان؟
14 جانفي 2025
بقلمي عبدالفتاح الطياري