mardi 14 janvier 2025

الحلم الجميل 
===========.
ما كنت أدري أن فؤادي عليل ..
صرفت جميع بطاقات الأدوية ..
دون جدوى ..
وكنت أسهر الليل الطويل ...
أراقب المارّين من نافذة غرفتي ..
أعرف ملابسهم الشتوية وألوان المعاطف ..
وربطات العنق المخمليّة . 
أتأمل ملامح وجوههم ..
فهذا .. مبتسم ..وذاك عابس نحيل ..
أوراق الأشجار تتساقط بدون هوادة ..
إنها لعنة الرياح ..
تحزنني زفرات عامل التنظيفات منها ..
وكأن في قلبه بكاء .. وقتيل ..
كذلك أطفال يبيعون الكعك الساخن ..
ورياح كانون الثاني تحاصرهم ..
يرتجفون من البرد ..
دموعهم .. على الخدين . .تسيل ..
 كذلك اراقب نفسي ..
تارة أضحك وتارة أخرى يؤلمني العويل ..
يارب ..
هذه حكايات شارعنا ..
فما بال المدن الأخرى في دمشق ..
وفي يافا والجليل ..
وما بال ذيّاك الصهيل ..
وفارس قابع في دياجير الظلم ..
ينتظر انبلاج الفجر ..
كذلك ينتظر هدوء الليل يقلّب مواجعه ..
شريط طويل ..طويل ..
اتذكّر ..أنني نسيت حبتي الصفراء ..
صديقتي ..تسكّن ألامي ..
تبعثر أحلامي في نوم ثقيل ..
أدفع تلك الحبة الصفراء ..بكثير من الماء ...
أتدثّر بغطائي الصوفي ..
هذه الأحلام تودّعني ..
يخاصمني النوابُ ..في قافيةٍ ..
من البحر الوافر ..
أم ترى هي من البحر الطويل ..؟
لايهمني ..قوله ..فهو ميت ..
لكنه شامخ في قبره ..
يتحدّى أفران التعذيب قاطبةً ..
وأنا صريع عليل ..
أبحث عن قرية بعيدة ..
فيها جميع القصائد على الرفوف مكدسةً ..
وأسواق شعرٍ ..من عكاظ إلى المربد ..
فيها شاعر خلوق ..أصيل ..
أسند رأسي إلى صدره ..
كطفل صغير ..
أأضحك ..أم أبكي ..
يهدهدني ..بكلماته الفصحى ..
يحذف منها حروف العلة جميعاً ..
يربتُ على كتفي ..كرجل شهم ..
أو فارس نبيل ..
إنها هلوسة الدواء ياسيدي ....
وحمّى تهصر جسدي ..
وضمير يؤنبني ...
وشمس أشرفت على الرحيل ..
وغد يأتي بموعده ..
ونهر يجري كما بردى ..
وماء يغدق في مجراه أعيننا ..
وفي القلب واحات ..وسلسبيل ..
بقلمي. الآن.
فئة. النثر.
معاد حاج قاسم.
12/1/2025

﴿ الوَرّقَاءُ ﴾    بحسبك من أم المهاب المغازل           إذا رامت الأطلال راقت لنازل    غزال شرود الطرف يرميك خفة                            ...