وعي الذئاب
عاشت باندورا في الولاية الشمالية في كوخ خشبي علي أطراف المدينة ومنذ فترة إنتشرت أخبار ضحايا هجوم أحد الذئاب علي المدينة والذي يظهر ليلا ويختار ضحاياه وقد حاولت قوات الأمن العثور عليه ولم تفلح حتي خرجت باندورا يوما لجمع الحطب والفواكه ووجدته يقف أمامها وينظر لها نظرات حانية رقيقة حالمة علي عكس منظره المخيف إطمأنت باندورا له وإقترب منها وبدأ يتحسسها وهي ترفق به وتعانقه في مشهد أسطوري ثم إنصرف وأسرعت باندورا في الصباح لإبلاغ مأمور البلدة السيد كلامنت روجر والذي نظر إليها بدهشة ولم يصدقها وتحدث مع مساعده قائلا يبدو أنها تعاني عقليا قال المساعد سيدي هي من أصول هندية ومن السكان الأصليين وقد إعتادوا علي الحياة مع الذئاب قال المأمور لا اصدق هذه الأساطير ولا أحب هذه الفتاة وفي الصباح وجدوا الشريف جثة ممزقة وقد إفترسه الذئب بدأت تنتشر أخبار باندورا بالبلدة وذهب الكاهن مع الحشود قاصدا كوخ باندورا وقاموا بحرقه ظنا منهم أنها ساحرة والذئب هو الشيطان هربت باندورا بمساعدة العجوز جيمس الذي عطف عليها ورفق بها وأخفاها في كوخ مهجور يملكه أمام البحيرة وبعد عدة أيام عثرت القوات علي ذئب وأقاموا حفلا كبيرا وأعدموا الذئب في حضور العمدة ولكن في اليوم التالي وجدوا جثة العمدة ممزقة أثر نهش الذئب وإنتشر الذعر وسط الأهالي وقال أحد السكان أن هناك جزيرة وسط البحيرة يصدر منها عواء الذئاب وبعد تدعيم قوات الأمن بالجيش ذهبوا إلي الجزيرة ولم يجدوا أثرا للذئاب فقط طيور وأشجار جوز الهند رحلوا من الجزيرة وإنتظروا ليلا علي شاطئ البحيرة وبالفعل سمعوا عواء الذئاب يصدر من الجزيرة ثم عثروا علي الكوخ المهجور دخلوا إلي الكوخ ووجدوا خطابا كتبت فيه باندورا رحلت بعيدا عنكم أيها الوحوش والحياة في جزيرة الذئاب أكثر سلاما وأمنا نظر قائد القوات إلي مساعديه قائلا فتشنا الجزيرة شبر شبر ولم نعثر علي إنسان أو ذئب أين هي وأين الذئاب ومن أين يصدر العواء ثم صرخ سأتحدث غدا مع المسؤولين لكي ندمر هذه الجزيرة إنها جزيرة الشيطان ولكنهم وجدوا في اليوم التالي جثته ممزقة أثر نهش الذئب وبدأ المسؤولون في ترحيل الأهالي من البلدة ولكن العجوز جيمس ظل في منزله ولم يرحل ورفض الإذعان لهم ولم يقترب منه الذئب ودائما ما كان يحدث نفسه قائلا ما أروع العزلة بعيدا عن الغوغاء الحياة مع الوحوش أرحم من الحياة مع البشر والإنسان أخطر كائنات الأرض بلا شك.