تملكينَ الذِّهنَ صيفًا أو شِتاءا
تسكنينَ القلبَ حُبًّا فاشْتِهاءا
إن تغيبي عن عيوني، من فؤادي لن تغيبي
في دروبي كنتِ سهمًا واهتداءا
في خريفي بتِّ عصفًا بتِّ ريحًا
تعزِفينَ العَودَ نصرًا
تبعثينَ اللَّحنَ بوقًا
ينفخُ البوقُ الرَّجاءا
في شتائي أنتِ غيثٌ فاضَ طُهْرًا
طابَ كأسًا فاحتساءا
تحتَ حقلِ الثَّلجِ مرجٌ
نالَ منهُ النَّومُ قسطًا
حينَ يصحو مطمئنًّا
يرسلُ الأزهارَ بُشرى
يانعًا يبغي ذُكاءا
يا حياتي أنتِ دفءٌ مُتْرعٌ نعماءُ بحرٍ
واهبٌ شُطآنَ رملٍ
حاضنٌ نَسْمًا وماءا
أنتِ قيظي وربيعي
حلمُ فجري
ضوءُ شمسي كرمُ لوزي
حُمْرَةٌ زانتْ حياءا
أيكةٌ أحيتْ ظلالًا
مسرحٌ يؤوي الظِّباءا
أنتِ حُبٌّ في فؤادي راحَ ينمو
فاضَ بذلًا وابتلاءا
تسكنينَ الرّوحَ منّي
سِحرَ إنسيٍّ وجنّيْ
تسكبينَ العشقَ شهدًا في عروقي
صارَ للدّاءِ الدَّواءا
تسكنينَ النَّفْسَ وجدًا
تغمرينَ الوعيَ تسنيمًا زكيًّا
وفراتًا طابَ رشفًا
كان للصّادي ارتواءا
أنتِ جمرٌ
يوقدُ الأشواقَ طاقاتٍ وبوحًا
همسةٌ بثَّتْ حنينًا
جرْسُها أعلى النِّداءا
صرخةٌ شقّتْ مكانًا
أقلعتْ خضَّتْ زمانًا
وبها طبتُ انتماءا
أنتِ حرفي ويراعي
قبضتي يحمي ذراعي
والهوى أضحى الغذاءا
تحضنينَ العشقَ في حدْسي فقدسي
بالفِدى أضحيتِ بدءًا لا انتهاءا
حسين جبارة آب 2016