قصة قصيرة
4/2/2025
أحيل مدير مشتريات الشركة إلى التقاعد. فتم اختيار كمال مكانه ، نظرا لأخلاقه العالية، تمت ترقيته بالمرتبة والراتب، وكلفوه في رئاسة القسم بدلا عن الموظف المتقاعد.
تعودت لجنة المشتريات في الشركة أن تتلاعب في فواتير الشراء، وتسجلها بقيود الشركة بقيمة أكبر من القيمة الحقيقية المدفوعة. والزيادة كانوا يتقاسموها مع مدير المشتريات السابق، ويزوروا في قيود المستودعات.
في نهاية ذاك الشهر، أحضرت لجنة المشتريات مبلغا كبيرا إلى مديرهم الجديد وقالوا له ربما يتحسن السوق لاحقا، ونخصك بمبلغ أكبر. لأنك تستحق الكثير .
ذعر الشاب وصدم، وقام بانذار اللجنة بالسجن إذ تكرر مثل هذا الأمر .
كان الإنذار جادا مما أخاف أعضاء اللجنة، لذلك قاموا بالتآمر على رئيسهم الجديد، وأخذوا يخططون للإيقاع به.
ارسلوا لمنزله ثلاجة كهربائية، وأعلموا الشرطة بأن مدير المشتريات الجديد لص مرتشي.
داهمت الشرطة منزل المدير المذكور، وشاهدوا الثلاجة الجديدة، التي لا يعرف هو من أين جاءت.
لجنة المشتريات شهدت زورا بأن كمال يقوم بتزوير فواتير المشتريات. جرت محاكمته، وشهد شهود زور مرتشين على سوء أمانته. حكم القاضي المرتشي أيضا، على الشاب بالسجن وبغرامة كبيرة من المال.
تعذب المسكين في السجن، كان الكتاب هو صديقه الوحيد الذي يؤنسه وكانت زيارات أمه وزوجته وأولاده هم الابتسامة الوحيدة له في عالم يغص بالشر. كان يطلب من أمه الدعاء له فقط لا يريد غير ذلك، ويقول : وحده الله قادر أن يظهر حق المظلوم في عالم الشر المنظم،
أمه باعت أرضا كانت للمرحوم والده، وسدوا المبلغ للشركة الذي إدانته فيه المحكمة.
عندما خرج من السجن، كانت تنتظره كارثة، أحد لم يرض، أحد أن يوظفه. بسبب سجله العدلي الذي يحمل دمغة محكوم.
اشترى الرجل صندوق تنظيف أحذية. بنقوده القليلة. وجلس عند ناصية الشارع ينظف أحذية المارة. متكلا على الله الذي يمهل ولا يهمل،
واحدة من المارة كانت مارة صدفة من ذلك الشارع كانت تعرف الشاب في الجامعة استغربت أمره كماسح أحذية.
عندما عرفت. قصة الشاب المظلوم، بكت وسالت دموعها ، اعطته عنوانها حيث تعمل ، وقالت له تعال غدا إلى زيارتي،
تلك الزميلة موظفة مسؤولة في وزارة العدل، تعمل مديرة مكتب الوزير. عندما سمع وزير العدل قصة الرجل. قال يبدو لي دود الخل صار عندنا.
استأنف الحكم في قضية الشاب، وجرت محاكمة عادلة نظيفة، عاد الرجل منها إلى مركزه في الشركة التي عوضت عليه مبلغا كبيرا من المال وتم سجن جميع اعضاء لجنة المشتريات، والقاضي وشهود الزور وجميع المتعاونين معهم من التجار إلى مدد طويلة ربما لا يخرجون منها أحياء.
قال وزير العدل : العدل هو سيد الحكم ، إذا غاب العدل، انتهت الدولة وسقطت في حفرة تتعمق يوما بعد يوم حتى تغرق الدولة بكل أطيافها في مستنقع العدم .