mercredi 26 février 2025

الشعراء 
5. الوجوه المنسية 
مللنا الشرق قال علاء الدين... أين العرب تنتهي عند حدود مصر... هيا بنا نزور معشر القرويين وفاس منفى ابن رشد وموسى ابن ميمون وتلمسان، غرناطة أفريقيا وحتى نواق الشط الأمازيغية البربرية، بلاد مكان الريح... هناك أصوات النساء ترعد حتى دمشق أين الأمير عبد القادر استقر حتى نهايته.
هيا نتذوق أشعار نسائها من فاطمة الزهرية المغربية وفاطمة المنصوري شاعرة الثورة الجزائرية وصوفي الجولي التونسية وكوثر نجم الليبية... "شاعرة الظل والنسيان" * إلى موريتانيا بلد المليون شاعر...
أدار علاء سجاده السحري واتجهنا نحو المغرب العربي... وصلنا إلى تونس، بلاد عليسة والكاهنة، ارتفعت الإشاعات في شوارع المدينة القديمة. همس اسم بيرم المظلوم، هذا الشاعر الذي أزعجت أشعاره الساحرة النفوس المفرطة في الحكمة. وقيل إنه كان يخاطب الظلال، وأن أشعاره كانت تعويذات، ونداءات لريح الصحراء. وتحت مصباح وامض، قام بتتبع الكلمات على ورق أصفر. وكان حبره حبر المنفى والخمر المحرمة والعشق السري. لقد كتب لأولئك الذين لا يستطيعون الكلام، فالقلوب اختنقت تحت وطأة التقاليد. كان يعلم أن صوته لن يتردد، وأن كتبه لن تمر عبر جدران الرقابة. لكنه ما زال يكتب، بدافع الضرورة، كما يتنفس المرء. وفي إحدى الأمسيات وصلته رسالة مختومة بختم مجهول. دعته يد مجهولة إلى مقهى منسي، بعيدا عن أعين الفضوليين، مقهى تحت السور التونسية. وعندما وصل، وجد رجلان آخران يجلسان في الظل. الأول، الشابي، ارتدى نظرة ملتهبة بالسخرية والمرارة. لقد كتب قصائد ثورية لم يجرؤ أحد على نشرها... أما الثاني، الدوعاجي، فكان قليل الكلام، لكن صوناتاته كانت تهمس بالرغبات المحرمة للعشاق المختبئين. أعلن كاتب ياسين الجزائري وهو يشعل سيجارة: "نحن الملعونون". نكتب لشعب يخاف أن يقرأنا. – في يوم من الأيام، تابع اللعبي المغربي، ستولد كلماتنا من جديد تحت شفاه أخرى. 
و اما طاهر الحداد لا يقسم إلا بالمرأة و تحريرها...و تحريم تعدد الزوجات في الاسلام.
ياسين يبتسم بحزن. كان يعلم أن مصيرهم قد تم تحديده. لم يكن شعراء المغرب العربي الملعونون يعرفون سوى نهايتين: النفي أو الصمت المفروض. ومع ذلك، في تلك الليلة، في هذا المقهى المنسي، شربوا من لعنتهم، من أشعارهم السرية، من حريتهم الكبيرة جدًا بالنسبة لعالم ضيق جدًا. 
وفي مكان ما، وَسَط رياح الصحراء، ظلت كلماتهم تهمس.. و عن بعيد تسمع صدى..."هاتفًا في السحر"*...
مازلنا هنا...
يتبع 
بقلمي عبد الفتاح الطياري 
تونس 
*عنوان مقال بجريدة النهار 
*عمر الخيام

محمد علقم

ضمد جراحك .................. ضمـد جـراحــك وانهـض يـا فتى  وكـــن مستعـــدا للقـــاء الــــردى خيــــل الغــــزاة اليــــوم أقبلـــت تــريــ...