إطلالة
ل عبادي عبدالباقي
أولا:-
مفهوم الصبر :-
مفهوم الصبر :-
الصبر لغة: -
الحبس والمنع، وهو ضد الجزع، ويقال: -
صبر صبراً:-
تجلد ولم يجزع،
وصبر: -
انتظر ،
وصبر نفسه:-
حبسها وضبطها،
وصبر فلاناً:- حبسه،
وصبرت صبراً:-
حبست النفس عن الجزع .
وسمي الصوم صبراً لما فيه من حبس النفس عن الطعام، والشراب، والنكاح .
الصبر نوعين :-
فالأول: -
صبر الاستعانة به، ورؤيته أنه هو المصبر، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه، كما قال تعالى:-
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) [النحل:١٢٧].
يعني: -
إن لم يصبرك هو لم تصبر.
والثاني: -
الصبر لله، وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبة الله، وإرادة وجهه، والتقرب إليه، لا لإظهار قوة النفس.
ثانيا :-
مكانة الصبر :-
إن استمساكك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى الصبر، فإذا صبرت واستمسكت بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يروعك كثرة مخالفيها، ولا يزلزل قلبك كثرة من يدعي خلافها، ويدعو إليه، صبرت، كنت في صف الصابرين .
الله سبحانه وتعالى يقول:-
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: ١٠].
ثالثا:-
أعظم درجات الصبر: -
الصبر على طاعة الله، هي أعظم الدرجات، هي أعظم درجات الصابرين، دونها الصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة.
يعد الصبر ثمرة من ثمرات عبادة الصوم ، فالصوم هو الامتناع عن تناول جميع المفطرات بنية التقرب إلى الله تعالى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، ومن ثم فإن هذه العبادة تجعل المسلم يتحلى بالصبر على الطاعة، وعلى ألم الجوع والعطش وحاجات النفس وشهواتها.
رابعا:-
أنواع الصبر في رمضان :-
وإن للصبر ثلاثة أنواع: -
١-صبر على طاعة الله .
٢-صبر عن محارم الله .
٣- صبر على أقدار الله المؤلمة . وتجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم، فإن فيه صبراً على طاعة الله بالمداومة والإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن، وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم نتيجة ذلك من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن.
خامسا:-
التحلي بخلق الصبر :-
ذلك الخلق الذي حث الله تعالى عباده بالتخلق به والتحقق بأسبابه ومراتبه، وأكثره من ذكره وتكراره، بل أثنى على أهله المتحققين به وأجزل مثوبتهم وأجرهم؛ فقال تعالى:-
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
[البقرة: ١٥٣]،
ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الطرق التي ينبغي أن يسلكها المسلم حتى يتعود على الصبر هو طريق الصوم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: -
"الصوم نصف الصبر "،
ولا يفهم من ذلك أن هذه العبادة تحمل في طياتها المشقة والتعذيب والإرهاق، وإنما تقوم بترسيخ تزكية النفس .