ياسائلي عن علامات المحبّينا
فلي جوابٌ إذا ما الحال يأتينا
هم بعض قومٍ وفي أضلاعِنا سكنوا
يعربدون الحنايا والشرايينا
إن أحسنوا ودّهم فالقلب موطنهم
وهم كذلك إن جافوا المحبّينا
وإن رمتنا صروف الدهر في سغبٍ
وعضّنا البؤسُ أو ظلّت أمانينا
نبقى على عهدِ من هاموا ومن صرفوا
وجوهَهم وأُزيغوا عن مآسينا
تالله ما للجفا في دربِنا سُبُلٌ
ولا التنائي لنا دربٌ يداوينا
في صمتِنا حُجّةٌ تكفي ليدركَها
أولو النُّهى إن تجاوزنا معانينا
لاغيّب الله عنّا مَن تغيب بهم
شمسُ اللقاءِ ونار البين تصلينا
من جرّدوا للنوى سيفًا بهِ قطعوا
حبل الإخا وابتغوا دركَ المضلّينا
واستبدلوا عهدهم فينا لينسلخوا
عن المواثيقِ إجحافًا وتأبينا
سيمهلُ اللهُ من أبدوا لنا سلفًا
تلك النوايا التي أردت قوانينا
وبعدها سوف يُجزيهِم بما صنعوا
ولن يسامحَ من صاروا شياطينا
يامن إلى غيهبِ الأيامِ أوقعنا
ولم يراعِ لنا جهدًا وتمكينا
والإبتلاءُ لمن قد بات يوعدنا
وبالسرابِ الذي أمسى يمنّينا
تذكّروا أن لاعيشًا يطيب لكم
ولن نُقرَّ لكم في ظلّهِ عينا
مادام أن الدُّنى صارت تخادعكم
والمالُ غايتكم بعتم لهُ الدينا
فلتبشروا بالمنى فالله يمهلكم
وبعد ذلك لا إمهال لا لينا
بقلم شاعر الحروف الثاقبة