اليوم أعلَنّا، نحن العرب،
أننا توفَّينا منذ سنين،
منذ أن استُعمِرت فلسطين.
لا ضريحَ لنا ليُزار،
قبورُنا متناثرةٌ هنا وهناك،
تحت الترابِ جثثٌ وأشلاء،
لا شموخَ... لا كبرياء.
تحت الترابِ دُفنت
كرامةُ أمةِ الأنبياء،
أمَّةٌ صارت خرساء،
كأنها دُمى تحرِّكها الخيوط.
لا نخوةَ... لا رحمة،
أطفالٌ يُبادون، يا أمة!
طفلٌ يولَد، وعلى جبينه مكتوب:
شهيد... ابن الشهيد... حفيد الشهيد.
خُطَبٌ ومقالاتٌ،
مجردُ دعايةٍ وكلمات،
مَلأت صفحاتِ الوفيات،
حتى لم نعد نعرف
من عاش... ومن مات.
جامعاتٌ تكذب، وجمهورٌ يصفِّق،
هذا بطلٌ، وذاك يملؤه النفاق.
كُفَّارٌ يصرخون، بالحقِّ يطالبون،
ومسلمون نائمون...
لا تنقصُهم سوى شهادةُ وفاة
ولوحةٌ كُتب عليها:
"هنا ترقدُ الأمةُ العربية..."