وهويّتي ما عرّفتْني بانتماءِ
ما كنتُ من أهل الحِمى في عزّهم
ولا الجوارُ أجابَ صوتَ نِدائي
لا السيفُ سيفي، لا دماءُ يدي دمي
والقتلُ ما وافى طريقَ وفائي
أنا البريءُ من الذنوبِ جميعها
ما دمتُ حيًّا... فالسِّلمُ في سَخَائي
هربتُ من دنيا لتُسقيني الأسى
والمرُّ يَنسكبُ اشتدادَ بلائي
أنا ذو قلمٍ، سيفي حروفي إن نطَقْتْ
لكنْ جزَوني بظلمةِ الإطفاءِ
لو أشهروا سيفَ الغضبْ في نحري
ما كنتُ أحملُ سيفي لإخواني
تحاربتم طمعًا، دماءُ أحبّةٍ
فلأجلِ ماذا أوقدوا نيراني؟
أنتَ سوريٌّ، وذاكَ له دَمي
فأوقفوا سيلَ النزيفِ.. كَفاني
دعْ كلّ طائفةٍ تميلُ لهواها
فنحنُ شعبٌ... والحُبورُ ولائي
كفى شتاتًا قد مزّقنا زُمَرًا
هل تستقيمُ حياةُ من أجزاءِ؟
تناسوا البُغضَ، وارفَعوا أيديكمُ
لبَيتِ حبٍّ يحتوينا في احتواءِ
دمشقُ تبكي، والحنينُ يلفُّها
وحلبُ تُطفئُ شمسَ كبرياءِ
حمصٌ تصارعُ في وجيبِ حنينها
وإدلبُ نازفةٌ على البيداءِ
والرقةُ احترقتْ، ولا مِنْ ملجأٍ
إلا وَعيٌ صاحَ في الأرجاءِ
سلامٌ... لا للطائفيةِ بيننا
فالحدُّ وهمٌ، والحبُّ في أسمائي
إذا التقى قلبٌ بقلبٍ صادقٍ
فالوطنُ آتٍ رغمَ كلِّ شقائي