إن العلم والمعرفة شيئين متلازمين.. فلا تجد معرفة بدون علم ولا يخلو علم من المعرفة فهما مرتبطان وإن كان العلم سابق للمعرفة فإن المعرفة هي ثمرة العلم وهذا ما أشار له الله عز وجل في قوله ﴿ فعلم أنه لا إله إلا الله ﴾
والعلم والمعرفة نوعان : علم ومعرفة دينية وهي واجبة على كل مسلم أن يتعلمها لأن الله عز وجل يعبد بالعلم والمعرفة ولا يقبل عذر الجاهل.. وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « كل عمل ليس عليه أمرنا فهو راد » أي أن عمل الجاهل الذي يعمل بدون علم ولا سؤال فعمله مردود عليه لأنه لم يتعلم قبل العمل ولم يسأل أهل الذكر.. كما أمر الله تعالى في قوله ﴿ فسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون ﴾ وأهل الذكر هم علماء الأمة الإسلامية وفقهاءها.. وهذا باختصار فيما يخص العلم والمعرفة الدينية.
ولتذكير فالعلم الديني كذلك نوعان كما جاء في الحديث فعَن جَابر رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ : العلم علمَان :علم فِي الْقلب فَذَاك الْعلم النافع. وَعلم على اللِّسَان فَذَاك حجَّة الله على ابْن آدم ». أظن أن هذا الحديث واضح الدلالة لا يحتاج إلا تفسير ولا توضيح.
أما العلم المادي والمعرفة فهما اشكال وانواع.. من هما ما هو نافع ومن هما ما هو ضار وفاسد.. وبصفة عامة المسلم ملزم حسب الاستطاعة أن يتعلم كل علم مادي يمكن أن ينفع به نفسه وينفع به الناس، ويدخل في الباب هذا العلم المادي جميع المجالات والتخصصات المادية وهي كثيرة و كذلك الحرف والمهن وغير ذلك.. بحيث أن المسلم يتجنب كل علم وعمل يمكن سببا في فتح أبواب الفتنة على الأمة الإسلامية ، لأن العلم مرتبط بالعمل ولعلى صناع محتوى التفاهة في مختلف المجالات.. يحتاج هو كذلك إلى علم ومعرفة.. لكن هذا العلم والمعرفة من الأمور التي تنشر الفساد في الأرض بين الناس وتقتل الحياء ...
لهذا اقول بإختصار كل علم ومعرفة مادية يمكن أن تنفع الناس فهي أمر مقبول شرعا.. وعكس ذلك إذا كان العلم والمعرفة يمكن أن تضر الناس والعباد وتفتنهم عن دينهم فهي أمر مرفوض شرعا...
وفي الختام اقول : أن المسلم مأمور بطلب العلم والمعرفة والعلم والمعرفة مرتبطان بتعلم القراءة والكتابة.. لهذا الله عز وجل أمر رسول صلى الله عليه وسلم بالقراءة في قوله تعالى ﴿ إقرأ ﴾ وهي أول ما نزل من الوحي ثم قال له عليه الصلاة والسلام ﴿ فعلم أنه لا إلا الله ﴾
لهذا فتعلم القراءة والكتابة هما مفتاح ابواب العلم والمعرفة سواءً في المجالات الدينية والمادية، وكما يقال " من أراد الدنيا فعله بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم.
بقلم: الشاعر والكاتب والناقد والباحث أحمد أحبيز