●●●●●●●●●
أقسى أنواعِ الألمْ حينَ الأنامُ ،بلا حياء.
يمشونَ فوقَ الجراح ، يتلذّذونَ بلا اكتفاء.
نبتسم وفي داخلنا ، قلبٌُ مُلتَهِبٌ بالْبرْحاء.
نكتمُ الأوجاعَ فينا ، وسط نارِ البَلاء.
لانشتكِ هموم دنيانا لأحدٍ،
فالناسُ أقسى من الجفاء.
قد يَرقصونَ على الأنينِ،
و يَضحكونَ على العَناء.
ويُقيمُ الذُّلُّ فيك بيتاً،
دونَ مفتاحِ الرّجاء.
فَتَبيتُ في ليلِ العذابِ،
تُصارعُ أحزاناً عَمْياء.
تُخفي الدّموعَ ولا تبكي،
كأنّك صّخرةٌ صمّاء.
تَسْجِنُ دمعَك في العيونِ،
و تَحْتسي سُمَّ الشّقاء.
لا تَكنْ شمعًا لِغيرِك،تحترقْ كي يُستضاء.
فإذا أتاهُ الصّبحُ خانَك،داسَ
على ظِلِّك ،وتَرَكَك في العَراء.
لا تَرْجُ مِن خَلْقٍ وفاء.
فهو يقْبعُ في الوَراء.
واصنعْ لنفسِكَ مجدَها،وسِر
في الحياة سيْر الإعِزّاء.
وإذا غَدَرك الأصحاب والخِلّان
بما وهبتَ وأعْطيْتَ،فلا تسْتاء.
فالناسُ تعشقُ من يُفيدُ،و
تَنسى أهلَ الكرم والسَّخاء.
فلا تندم ولا تجعلِ القلبَ الحزينَ صحراء.
بل جَنَّةً رحْبَةً ، تَنبضُ بالحنانِ و بالحياء.
واروِهِ بحروف الحبّ والارتِقاء.
بفعل الخير و حُسْنِ العطاءِ.
فالحقدُ نارٌ في الإحشاء،تأكُلُ روحَ النّقاء.
والمُبغِضونَ ذوو جُنونٍ،
ما عرفوا معنى الإخاء.
سامِحْ ! فإنّ العفوَ طُهرٌ،
و مِفتاحُ نصْرٍ و إباء.
واسقِ القلوبَ من تَقْواك،
وانشرْ سَلامَك في الفَضاء !
كنْ زارعاً وردَ الأمل، لا
خنجرَ غدْرٍ تحتَ الغِطاء !
فالدّهرُ يُبْقي مَن نَشَرَ
الحب، لا مَن يُدمِّرُ البقاء.
وإذا رأيتَ الشرَّ يمشي ،فلا تَكُن
خائفاً،بل حلِّقْ في السماء الْعلْياء !
وفي الليل اهبطْ ! وكُنْ شُعلةً
تهدي الحيارى نوراً وضيّاء.
واسْتَمسِكِ بالإيمانِ حِصْناً،
وارتقِ عقلاً وروحاً وصفاء.
فالحقُّ إن ضاعَ، فالّله رافِعُهُ إليه،
فاصبرْ على قساوة القدر والقَضاء !