ها هي أجراس النَّصر تحاول أن تقرع بغتةً..
ترسل رنينها الأصمّ تحاول عبثًا
طعنات الغدر سكاكين الخيانة تحول دون ذلكْ
أغلق فمك أيُّها الثَّائر الوفيْ
تقول صخرة الحيّ ذاتِ الثُّقب الأسود ..
لا أمل لي ولك ولنا في ذلكْ
أغلق فمك وأنا أيضا مثلك
سأغلق فمي كذلكْ
نستنزف كلَّ طاقتنا في حرائق الجمرِ
نبحث في محيط المستحيل
عن بقايا عروبتنا فلم نجد شيئا ً
سقطت كرامتنا تحت أقدام الصّهاينة
وانكمشنا في بَطَّانيَّة الذُّلِّ والهزيمة..
عبثًا تستأنف رحلتها تلك المظلات .
وفي سكون اللَّيل وقفت أحدِّق إلى السَّماء متبرِّمًا..
تُحدِّثني نجمة في الغياب وتقول لي..
اه يا صديقي..
لم تبق في السَّماء غير الغيومْ
وليل يرخي سدوله علينا بشتَّى أنواع الهمومْ
حتى قناديل الوصل على الأرصفَة
تنظر إلينا يا صديقي مشفقة متأسِّفَة
لم يعد يسعفها ضوؤها الهارب في السَّراديبْ
ولا امتداد الشَّوارع واصطفافها العجيبْ
لم يتبق لنا يا صديقي غير دفاترنا القديمة
على مقاعدنا المهترئة وشموعنا البريئة الحزينة
خُذْ يا صديقي قلمك الأحمر
واكتب قصيدتك هذي القصيدة فربّما..
أقول ربّما على الأقل
يتحرّر الحرف من فخاخ التّفاهة
ومن ازدحام المدينة
قلت: أجل ...
فلعله يا صديقتي يخضرُّ في باحة القلب الربيعْ..
و ينحني شيطان الشِّعر الأخرس ويطيعْ..!
وأُسيِّر سحب الوصال
كما يُسَيِّر الرَّاعي أمامه القطيعْ..
أهُشُّ على زبالة تاريخنا الأسود بعصايْ..
فينصاع الشِّعر لمطالبي ومسعايْ؟
وتضحك لي كلماتي
تُلبسني ثوب العتق من براثن الجبن
وأمضي في طريقي واثقة خطايا من خطاي
ويعود لي الأمل في كتاباتي ربما..
أقول ربما هو كذلك .
بقلمي: عبدالله الحياني
سبتة:20 أبريل 2025