mardi 24 juin 2025

هي أمي..!
نص: د. عبد الرحيم جاموس

هي أمي...
رأيتُها رأيَ العين،
بعدَ رَحيلٍ وغيابٍ قسريٍّ طويل...
ممشوقةُ القامةِ كعهدها القديم،
خُدودُها مُحمرّة،
قد لوّحتها شمسُ تمّوز،
فأضحت ورديّةَ الألوان،
تكسوها أوراقُ الشجرِ،
والأزهار،
كأنّها حوريّةٌ
هبطت للتوِّ من السماء،
أو وردةٌ جوريّةٌ جميلةُ الألوان،
تمشي على الأرضِ
مِشيةَ الأنفةِ والكبرياء...
تتهادى في خُطاها،
تُمعنُ النظرَ في الوجوهِ العابرة،
تتفحّصُ الأرضَ تحتَ أقدامها،
تعرفُ أشجارَ الصنوبرِ والسَّرو،
واللوزَ والزيتون...
شجرةً شجرة،
كما تعرفُ أبناءَها...

رأيتُها رأيَ العين،
فما هوى الفؤادُ منّي،
وما غوى...

هي أمي،
تعرفُ الآباءَ،
والأبناءَ، والأحفاد...
عرفتني من وشمٍ ظاهرٍ
فوقَ الجبين،
لكنّها رمقتني بنظرةٍ عاتبة،
وأبَت التوقّف،
وآثرت المسيرَ
بين الحقولِ والبساتين،
تبحثُ عن عشقٍ قديمٍ لها،
غرستْه بيديها الخشنتين،
وسقته من دمعِ عينيها،
ورَوَتْه من أنفاسِها...

هي أمي،
التي تناثرت حبّاتُ عرقِها
فوقَ تُرابِ كرمِها،
كما تتناثرُ أوراقُ الشجر
في فصلِ الخريف،
منذُ زمنٍ بات قديمًا،
فوق هضابِ كرمِنا العتيق،
المُطلّ على ساحلِ البحر،
وقتَ الغروب...

لاذت بالصمت،
كشجرةٍ شيّعت أوراقَها
رياحُ الخريف...

هي أمي... رأيتُها رأيَ العين..!

د. عبد الرحيم جاموس
الرياض، 26/09/2023م
✉️ Pcommety@hotmail.com

تعليق الناقد الأدبي الأستاذ. د. محمد صالح الشنطي:

صورةٌ مشهديّة، سرديّةٌ مرويةٌ بنجيعِ الفؤاد، ولوحةٌ مرسومةٌ بمِدادِ الحبّ، راسخةٌ في ذاكرةِ الزمانِ والمكان. انتماءٌ محفورٌ في ملامحِ الكونِ زمانًا ومكانًا، فصولًا وكواكبَ وكائنات، يمحو الفوارقَ بين الشعرِ وسائرِ الفنون، وبينَ الخيالِ والحقيقة، والحلمِ والواقع.
تتقاطع فيها الدلالةُ المعجميّة والمجازيّة، الرمزيّة والأسطوريّة، يُمليها الوجدانُ وتُشكّلها ذاكرةٌ والهة، تُنتَزع من براثنِ النسيان.
حنينٌ تُشعلُه وقدةُ العشق، وتوقٌ تُلهبُه جمرةُ الشوق.
ما أجمل الوطنَ حين تتماهى صورتُه مع ملامحِ الأم، ويحتضنُه الخيالُ متسامِيًا فوقَ كلِّ حقائقِ الوجود.
سرديّةٌ محفورةٌ في جدارِ القلب، وقصيدةٌ منظومةٌ بخفقاتِه ونبضِ الفؤاد.

لا فُضَّ فوك.
ا.د. محمد صالح الشنطي

بقلم: أ. عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي

وا إسلاماه. رباه تأكد بالملموس أننا لسنا أمة  منحطون بلا أي شرف ولا ذمة فرصةذهبية لمحو العدو أتيحت ضاعت هباء لأن العزيمة منعدمة نحن أمة ب...