dimanche 22 juin 2025

أمجاد الاجداد
الجزء الخامس
بقلم هشام حلمى 

 وسافرت نفرت الى طيبة وظن امنحتب انه استطاع بذلك ابعادها عن حونى . وبدات اطماعه تداعبه مرة اخرى فتذكر رغبته ان ياخذ ارض مينا وحيث انه لم يرض باغراءاته التى عرضها عليه ليبيع له ارضه فقرر ان ياخذها منه بالقوة .
 فارسل خادمه اوسر ليحضر اليه اعتى المجرمين الهاربين بالجبال والصحاري ويدعى شارف ولما جاءه أعطاه ذهبا ومالا وفيرا فانبسطت اسارير وجهه القبيح ثم قال له ياشارف اريد قتل فلاحا لايريد بيع ارضه لى يدعى مينا ووصف له شكله ومكان ارضه وبيته فقال له شارف انا فى خدمتك ياسيدى سيكون جثة هامدة وسيأتي خبر موته سريعا .
 وذهب المجرم فى فجر اليوم التالي للمكان المطلوب ولثم وجهه فلم يظهر من وجهه الا عينيه واختفى وسط الزراعات انتظارا لخروج مينا وفى الصباح خرج مينا ليعمل فى أرضه بدلا من ابنه الجريح .
والتف شارف سريعا حتى جاء مينا من خلفه وطعنه بخنجره طعنة غادرة في ظهره سقط على اثرها مينا قتيلا غارقا فى دماءه. وفى وقت الغداء خرجت ميريت زوجة مينا بالطعام والشراب فوجدت زوجها مقتولا وغارقا فى دماءه فصرخت صرخة عالية ....ففزع حونى وقام من سريره يجري رغم جراحه التى لم تندمل بعد وراى المنظر المفزع والمؤلم فامسك بابيه وهزه وهو يصرخ قائلا ابى.....ابى ولكن مينا كان جثة هامدة بلا روح فبكى حوني وأمه بكاءا شديدا ومالبث ان هرع الجيران واهل القرية جميعا اليهم وجاءت الشرطة وعاينوا الحادث واستجوبوا الجيران ولكن أحدا للاسف لم يرى شيءا مما حدث وحمل حونى وجيرانه جثة ابيه لكهنة المعبد لتحنيطها وعمل المراسم الجنزيه ثم قام بدفنها.
وفى المساء حضر اهل القرية جميعا وعلى رأسهم عمدتهم العزاء الواجب ولم يتخلف منهم احد من فلاحين وكهنة ونبلاء ومن بينهم امنحتب الذى حضر ليعزي حونى وأمه فنظر اليه حونى بغضب قائلا حضرت لتعزينا ايها القاتل لم تكتف بضربى بالسوط ولكن ايضا قتلت ابى ....ماذا تريد منا ايها الشيطان الخبيث ؟
فقال له امنحتب لن ارد عليك الان لانى اقدر عظم مصابك وساحضر غدا للكلام معك.
وفى اليوم التالى حضر الشيطان امنحتب لبيت مينا ولم يدخله حونى وساله وهو على الباب ماذا تريد؟
فقال له ياحونى انى أعرض عليك ثمنا كبيرا لارض ابيك
فرد عليه حونى قائلا ولكنى أقولها لك للمرة الماءة لاابيع ولن ابيع ارض ابى ولو فكرت فى بيعها سابيعها لاي انسان على وجه الارض الا انت .
فقال له امنحتب اذن فأنت الجاني على نفسك وعلى امك
فهجم حونى عليه وامسك بملابسه وقال له ... اتهددنا فى بيتنا ياعديم الأخلاق؟ واوشك ان يضربه ضربا مبرحا لولا أن خرجت امه السيده ميريت وصاحت فى حونى قائلة له اتركه ياحونى ... فرد حونى عليها قائلا دعينى ياامى ساضرب هذا الشيطان.... لا بل ساقتله انه يهددنا فى بيتنا. 
فردت عليه ميريت قائلة دعه ياحونى 

 فليس من شيمتنا ضرب الصغير للكبير ونحن ايضا من يعرف ان العدو اذا أتى الى باب دارنا فلا نمسسه بأذى حتى وان ضربنا وشتمنا هو فى عقر داره .
هذه هى أصالة المصريين الضاربة فى أعماق التاريخ يابنى فالكريم والاصيل يسموا بأخلاقه ويرتفع بها فى عنان السماء.... والخسيس يهبط بسؤ خلقه فى اعماق الارض إلى أن ترتد عليه ويصاب من جراءها .

فنظر اليها حونى قائلا سمعا وطاعة لك ياامى ....ولااعصى لك أمرا وترك الشيطان امنحتب فجرى الجبان سريعا وهو لايصدق انه أفلت من يد حونى الذى كاد ان يقتله.
ثم قال حونى لامه هددنا هذا الشيطان واتوقع ان يضرب ضربته الليله ومن الممكن هذه المرة ان يامر بحرق مخزن محصولنا من القطن وحرق مايستطيعون من الزرع فهذا كل مانمتلكه وسأكون فى انتظارهم هذه المرة ثم ذهب إلى جاره وصديقه المخلص حور ليكون معه ويساعده فخرج معه وانتظر الاثنان فوق مخزن المحصول يراقبان حتى اسدل الليل ستاره فراوا من بعيد ثلاثة أشخاص يحملون ثلاثة شعل من النار ويتحركون متجهين اليهم فتركهم حونى يقتربون ثم قفز عليهم هو وحور وضربوهم ضربا مبرحا واخذوا الشعل منهم ووضعوها على ايديهم فحرقوها وقال لهم حونى قولوا لامنحتب المرة القادمة ساحرقه هو ان اقدم على ان يمسنا بسؤ ثم اسرعوا بالفرار عاءدين لامنحتب فراى ايديهم المحترقة وقالوا له رسالة حونى اليه فاشتعل هو أيضا بنار الغيظ والغضب. 

والى هنا نتوقف ياعزيزى القاريء للاستراحة وشرب القهوة 

 .

-بَساتِيْنُ الْمَدينةِ- تَعَلَّقَتِ الْقُلُوبُ بِهِ،وتَهْفو               إليْهِ،وَفِيهِ بَوْحُ الضادِ يَصْفو  وًشَوْقي لليتيمِ بلا حدودٍ   ...