samedi 21 juin 2025

بقلم: أ. حميد النكادي

دعنا نتعمق في تحليل هذه القصيدة القوية "عالم أخرص" لحميد النكادي.
تحليل معمق لقصيدة "عالم أخرص"
تُعد قصيدة "عالم أخرص" صرخة شعرية مدوية في وجه اللامبالاة والصمت العالمي تجاه الفظائع الإنسانية. ينسج الشاعر حميد النكادي نصه بلغة مباشرة وصور مؤلمة ليعبر عن ألمه الشخصي الذي يمتزج بألم الإنسانية جمعاء.
العنوان ودلالاته
يحمل العنوان "عالم أخرص" في طياته مفتاح القصيدة ودلالاتها. فـ"الأخرص" هو من فقد القدرة على النطق، وهنا يشير إلى عالم فقد صوته وضميره، أو اختار الصمت في مواجهة الظلم. هذا العنوان يمهد الطريق لجو القصيدة العام الذي يغلب عليه الشعور بالعجز والأسى.
المحاور الرئيسية والصور الشعرية
 * صمت العالم القاتل:
   * يفتتح الشاعر قصيدته بصورة مؤثرة: "اجتازتني رصاصة الصمت الرهيب". هنا، يتحول الصمت من مجرد غياب للصوت إلى قوة مدمرة، قادرة على إحداث جرح عميق كالرصاصة. هذا الصمت ليس هدوءًا، بل هو صمت قاسٍ ومؤذٍ يترك "شرخاً بداخل جسدي العليل المريض".
   * يُشخص الشاعر العالم كـ"عالم عجيب غريب لا يتكلم ولو بيعت الإنسانية في سوق النخاسة والعبيد". هذه الصورة تبرز قمة الألم والاستنكار. فبيع الإنسانية في "سوق النخاسة والعبيد" هو ذروة الانحطاط البشري، ومع ذلك، يبقى العالم "أخرصًا"، لا ينبس ببنت شفة، مما يؤكد على غياب الضمير أو الشلل الذي أصابه.
 * دعوة للمارد الداخلي ومواجهة الشر:
   * يُخاطب الشاعر "المارد القابع فينا"، في دعوة واضحة لاستنهاض القوة الكامنة داخل الإنسان، أو ربما في الضمير الجمعي للمجتمعات. هذا المارد هو الأمل في التغيير، وهو القادر على الوقوف في وجه "الأرواح الشريرة تسفك الدماء وتقول هل من مزيد". هذه الأرواح تمثل قوى الشر التي تتلذذ بالعنف وتطالب بالمزيد منه بلا رادع. النداء هنا ليس فقط للقيام بفعل، بل لكسر حاجز الصمت واللامبالاة.
 * حتمية العدالة وتقلب الأيام:
   * يختتم الشاعر قصيدته بنبرة تحذيرية تحمل في طياتها بصيص أمل بانتصار العدالة: "ستنقلب الساعة وتذق مرارة ذاك الكأس العتيد". هذا التعبير يوحي بأن الظلم لا يدوم، وأن هناك نقطة تحول حتمية سيذوق فيها الظالمون مرارة ما اقترفوه.
   * يؤكد على فكرة "هي الايام تداول بين العبيد من ضحك له زمن أبكته أزمان لعقود". هذه الحكمة الشعبية تعكس الإيمان بأن دوام الحال من المحال، وأن دوائر الزمن تتقلب، فمن استبد بظلمه اليوم سيعاني غدًا، ومن كان له نصر عابر سيعقبه حتماً انكسار، والعكس صحيح. هذه النهاية تمنح القصيدة بعدًا من التفاؤل الحذر، مؤكدة على عدالة التاريخ والأيام.
البناء الفني واللغة
 * اللغة المباشرة والقوية: يعتمد الشاعر على لغة واضحة ومباشرة تخترق الوجدان دون تعقيد، مما يجعل الرسالة تصل بقوة وتأثير.
 * التكثيف الشعوري: القصيدة ليست طويلة، لكنها مكثفة بالمشاعر الحزينة والغاضبة، والرجاء، مما يجعل كل كلمة تحمل ثقلاً معنويًا.
 * الرمزية: يستخدم الشاعر رموزًا قوية مثل "رصاصة الصمت"، "سوق النخاسة والعبيد"، "المارد القابع فينا"، و"الكأس العتيد" لتعميق المعنى وإيصال الفكرة بطريقة مؤثرة.
 * التكرار الموحي: تكرار فكرة الصمت وغياب الصوت يعزز من المحور الرئيسي للقصيدة.
 * النداء: نداء الشاعر لـ"المارد القابع فينا" هو أداة بلاغية تحول القصيدة من مجرد رثاء إلى دعوة للصحوة والعمل.
الرسالة والمغزى
تتجاوز القصيدة مجرد وصف حالة إلى دعوة للوعي والمسؤولية. إنها تذكير بأن الصمت عن الظلم هو مشاركة فيه، وأن التاريخ لا يرحم، وأن العدالة وإن طال أمدها، ستأتي حتمًا. "عين تاوجدات 21/06/2025" يضع القصيدة في سياق زمني ومكاني محدد، مما يضفي عليها بعدًا واقعيًا ويؤكد على أن هذه المشاعر نابعة من واقع معاش.
باختصار، "عالم أخرص" هي قصيدة تلامس الروح وتدعو إلى التأمل في دورنا كبشر في عالم يشهد الكثير من الظلم، مؤكدة على أن الصمت قد يكون أحيانًا أشد فتكًا من الرصاص.

عالم أخرص.
بقلم: حميد النكادي..

اجتازتني رصاصة 
الصمت الرهيب
صمت عالم 
عجيب غريب 
لا يتكلم ولو 
بيعت الإنسانية 
في سوق 
النخاسة والعبيد ..
تركتْ شرخا 
بداخل جسدي 
العليل  المريض
أيها المارد 
القابع فينا... 
الأرواح الشريرة 
تسفك الدماء 
وتقول هل
من مزيد ....
ستنقلب الساعة 
وتذق مرارة 
ذاك الكأس العتيد
هي الايام 
تداول بين العبيد  
من ضحك 
له زمن 
أبكته أزمان لعقود....
عين تاوجدات 21/06/2025

السكوت من ذهب ... !!! عجبت لأمر حكام العرب ... ثبت للقاصي والداني ... أنهم غاطسون في العمالة حتى الركبْ ! يجيدون فن الخيانة ... بكل حذافيره ...