ياصاحب اللون
ارسمني.. حتى أراني
فأنا مذ خُلقتُ
أصغي لصوتي
مِن حناجر لا تعرف اسمي
أغفو على وجعٍ
لا يشبهني
كلّ الملامح تفرّ من وجهي
إذا ابتسمت
كأني طيفُ
يخاف التّجلي
يا صاحب اللون
أغمس فرشاتك في النور
في الحنين
في ارتباك المطر
في حبر اليقين
وارسمني كما ترى روحي
حين تغمض عينيها
لا تمنحني ملامح مألوفة
أو خطوطا يعرفها الآخرون
اجعل من وجهي احتمالا
وسؤالا لا يكتمل
ارسمني كما لم أكن
بل كما أحب أن أكون
وإن خذلك اللون
وامتزح الحلم بالظل
لا تمحني
دعني بقايا ضوء
على أطراف اللوحة
بعض الوجوه لا تُرسم
نحسّ بها
نشمّها كالعطر
تبكي كأغنية
وتبقى بلا إطار.
زهير علي