وهل الخلاص لا يأتي إلا بعد الموت فصارت الحياة عابره ولا بأس من تذوق طعم الألم والحرمان والمفارقة أننا لم نتذوق فقط الطعم بل اكلنا ثقافة اليأس والحرمان حد.التخمه أصبحت شوارعنا مرعبه تفوح منها رائحة الحرمان يملأه الكذب والخوف من يد الحكام قد لا نكون طيبين لكننا لبسنا ثوب الطيبه التي أخفت بشاعتنا تحت رداء المساكين
نكره حتى من يحثنا على الضمير
وليس من المستغرب أن يموت الضمير في ارض الحرمان الطويل
لقد نشأنا على ثقافة
كل شيء صعب حتى أصبح رغيف الخبز يحتاج إلى حرب وحلم في أنفس المحرومين
فصار الخداع ذكاء والتلاعب في العمل دهاء والاختلاس خفه والتصنع ابداع
لقد مات الضمير المؤجل في ثقافة انسان الجغرافيه العربيه رحل إلى الاخره وترك الحياة كسجن له وقت خروج في ذلك النعش أو على ذلك التابوت
لم يزهر الحب فينا لم ينبت الأمل لم يبني أحد منى لبنات الضمير
فصارت حياتنا عباره عن تمني وانتظار الموت لمن لم يسعفه الجهد في اكتساب قوت الآخرين
دول لا ترى الفرد حجر زاويه في بناء ذاتها حاكم يرى أنه رب العالمين
نزولن الى دوائر القرار حتى من يدير مخبز الرغيف هوا لا يخبز من باب الظمير
فصار الحق امنيه والصدق ضرب من ضروب الجنون .
وقد تكون هذه الحياة بحد ذاتها هديا من الخالق
لا أظنه يحتاج إلى دمائنا ولن يسره أن يرى فقرنا ولن يكون مرتاح عندما نترك كل الموارد التي تستعمل لأجل الإنسان و نؤثر الجوع والحرمان
لاظن أن الله خلقنا لأجل الشقاء
من ينظر إلى المخلوقات التي تتشارك معنا الحياة يعي جيدا أن الحياة هديه تحتاج إلى من يفتحها ويتمتع بكل المقتنيات.