جلد الذات و التقبل الذاتي
جلد الذات هو عادة نفسية سلبية حيث يلوم الشخص نفسه بشكل مفرط على أخطائه أو أوجه قصوره. غالبًا ما ينبع هذا السلوك من شعور بعدم الكفاءة، أو توقعات غير واقعية من الذات، أو تجارب سابقة مؤلمة. يمكن أن يظهر جلد الذات بأشكال مختلفة، مثل:
* الانتقاد الذاتي المفرط: توجيه كلمات قاسية ومُحبطة للنفس.
* اللوم المستمر: تحميل النفس مسؤولية كل ما يحدث، حتى الأمور الخارجة عن السيطرة.
* المقارنات السلبية: مقارنة النفس بالآخرين والشعور بالنقص الدائم.
* التفكير الكارثي: تضخيم الأخطاء وتحويلها إلى كوارث لا يمكن إصلاحها.
تأثير جلد الذات على الصحة النفسية كبير جدًا؛ فهو يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس، وزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد يساهم في تطور الاكتئاب.
التقبل الذاتي هو النقيض تمامًا لجلد الذات، وهو رحلة نحو التصالح مع النفس بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. إنه يعني:
* الوعي بالذات: فهم نقاط القوة والضعف لديك دون حكم أو انتقاد.
* التعاطف مع الذات: معاملة نفسك باللطف والتفهم، تمامًا كما تعامل صديقًا مقربًا.
* التصالح مع الأخطاء: إدراك أن الأخطاء جزء طبيعي من التعلم والنمو البشري، وأنها لا تُعرف من أنت كشخص.
* الاحتفاء بالذات الفريدة: تقدير كل ما يجعلك مميزًا، بما في ذلك عيوبك التي قد تراها كذلك.
يُعد التقبل الذاتي حجر الزاوية في الصحة النفسية الجيدة. عندما تتقبل نفسك، فإنك تفتح الباب أمام النمو الشخصي، والمرونة في مواجهة التحديات، وعلاقات صحية مع الآخرين.
كيف ننتقل من جلد الذات إلى التقبل الذاتي؟
إن التحول من جلد الذات إلى التقبل الذاتي ليس أمرًا يحدث بين عشية وضحاها، بل هو عملية تتطلب صبرًا وممارسة واعية:
* كن واعيًا لأفكارك: راقب متى تبدأ في جلد ذاتك. ما هي الأفكار التي تخطر ببالك؟ مجرد الوعي هو الخطوة الأولى.
* تحدَّ الأفكار السلبية: اسأل نفسك: هل هذا صحيح حقًا؟ هل هناك طريقة أخرى للنظر إلى هذا الموقف؟ عامل هذه الأفكار كافتراضات، لا كحقائق.
* مارس التعاطف الذاتي: تحدث إلى نفسك بلطف وحنان. تخيل أنك تقدم النصيحة لصديق يمر بنفس الموقف.
* ركز على نقاط قوتك: خصص وقتًا يوميًا للتفكير في إنجازاتك وصفاتك الإيجابية.
* توقف عن المقارنات: تذكر أن لكل شخص رحلته الخاصة. ركز على تطورك الشخصي وليس على ما يفعله الآخرون.
* اطلب الدعم: إذا كنت تواجه صعوبة بالغة في التغلب على جلد الذات، فلا تتردد في طلب المساعدة من معالج نفسي أو مستشار.
رحلة التقبل الذاتي هي رحلة نحو السلام الداخلي والنمو المستمر. إنها تذكير بأنك تستحق اللطف والفهم، تمامًا كأي شخص آخر.
تحياتي
السفير المستشار ا.د.م./
عبدربه عيد عبدربه
