ونحنُ خيرُ الورى تاهتْ أمانينا
للحقِّ والعدلِ كنّا خيرَ داعية
ماذا جرى صارتِ الدنيا تُقاضينا
تاهَتْ مراكبُنا ضلّتْ شواطئُنا
صارَ الأسى صاحباً نرعاهُ يُضنينا
ماذا يفيدُ حنينٌ هل يُداوينا
إنْ لم يكنْ لكريمِ العيشِ يُدنينا
يا أمّةَ العُربِ يكفي ما مُنِيتِ بهِ
من الهزائمِ فالتاريخُ يُزرينا
نحيا على ذكرياتٍ ماتَ صانعُها
والدهرُ يسخرُ منا ليس يُطرينا
تغرُّنا أمنياتٌ دونما عملٍ
القولُ سهلٌ فأين الفعلُ يُنجينا
ندعو الأعاجمَ والأغرابَ تُنجدُنا
شرقاً وغرباً بكأسِ الذلِّ تسقينا
نظنُّ رِفقَهُمُ حبّاً ومرحمةً
هلّا أفقْنا فإنّ الكلّ يَشرِينا
يا أمّتي آنَ أنْ تستيقظي وكفى
ذلّاً خنوعاً فقد شُلّتْ مواضينا
قومي كطائر فينيقٍ مجدّدةً
عهودَ نصرٍ فإنّ الله كافينا
إنْ لم تقومي فذي الأجداثُ قائلةٌ
تبّتْ يدا عاجزٍ حيٍّ لِيبكينا
د غياث حمدي كركة