mercredi 4 juin 2025

تسحبني الحياة من يد طفولتي،
وتلقي بي إلى حاضرٍ يُواري سوأته،
يُخفي بين طيّاته تلك المرايا الخادعة.

أجدني بين قلمٍ وفنجان قهوة
يفوح منه عبق الماضي الجميل.

أكتب... وأكتب،
تارةً فرحًا، وتارةً هلاكًا،
فينزف الجرحُ حرفًا.

أغوص في النفس،
أجلدها بسياط البوح والحروف،
وهلوساتٍ من الفراغ العميق،
أخرجها حتى لا أختنق بها.

سرّحتُ جدائل الماضي ورتّبتها،
وغزلتُ من الوهم للحاضر عنوانًا.

كلماتٌ تائهة تخرج من سجنها العتيق،
تطير مع الغيمات،
فتنسكب على صحارى الروح،
تنسج من أزهار الربيع ألوانًا للفرح،
ومن سواد الليل رداءً للألم.

خلف كلّ قوة هشاشة،
أبوح بنصف الحقائق،
وأُخفي ما يُظهر ضعفي

أسقط وأنهض،
أشتاق وأكابر،
أرسم من الحروف دروبَ فرحٍ،
سرعان ما تغرقني في الحزن أكثر.

أتمرد على قيود الصمت،
أعارك الماضي والحاضر،
وأمضي إلى ساحات البوح الرحبة،
حيث لا حدود ولا قيود.

أجتاز حواجز البعد،
أهذي كما أشاء،
أشتاق كما أشاء،
أغضب كما أشاء،

أحتاج من يُعانق جروحي
ويُجيد قراءتي
يسمع همس سكوني

وتمايلت خصلات التمني
بين عتمة الماضي وأمنيات السراب،
أقتفي أثر الترجي بحثًا عن الأمان،
وترسو بي الرِّحال بين الضياع والسراب،
ونام الحلم الضائع في غياهب المدى البعيد.

فاطمة مستل

د. مكرم محمد

...... وا قدساه ..... نحنُ قومٌ طالما تَذَرّعنا بالحقِ حِصنا تاريخنا سِفرٌ مجيدٌ زادنا قدراً و شأنا تُراثُنا خُلُقٌ و دينٌ ...