lundi 16 juin 2025

"ذلك البطل الذي لا يصفق له أحد"

بقلم: فايل المطاعني

مرّ يوم الأب، كما يمرّ دائمًا، بلا زحام على محلات الورود، بلا تغريدات حارة أو صور مؤثرة تُتداول في كل مكان… كأنه يوم عادي.
ولعلّ الأب اعتاد أن يكون في الخلفية، يصفّق للجميع، لكنه لا ينتظر تصفيقًا من أحد.

نحن نُكثر الحديث عن الأم، عن حنانها، عن سهرها، وهذا حق لا يُنكر. لكن، أين الأب من مشهد الامتنان؟
أليس هو من يعمل بصمت، يتعب بصمت، ويكبر بصمت؟
هو من خبأ أوجاعه في جيبه، واشترى لنا أفراحنا بعرق جبينه.
هو من استبدل رغباته بأحلامنا، ومنحنا ظله لنمشي في الضوء.

الأب ليس مجرد اسم يُذكر في بطاقة الهوية، ولا صوتًا غليظًا في آخر البيت.
إنه المعنى الحقيقي للثبات.
إنه السند الذي لا يسقط، حتى لو انهار العالم.

لو علم الأبناء كم تعب آباؤهم في صمت، لأرسلوا لهم رسالة، أو قبّلة على جبين مُتعب، أو كلمة تقول: "شكرًا يا أبي لأنك بقيت واقفًا حين كنا لا نستطيع حتى الجلوس."

لماذا لا نحتفل بيوم الأب كما نحتفل بيوم الأم؟
لماذا لا نكتب له قصيدة، أو نرسم له لوحة، أو نخبره ببساطة أننا نُحبه؟
هو لا يطلب شيئًا… لكنه يستحق كل شيء.

يا من تقرأ الآن، لا تؤجل الامتنان…
قد لا يقول والدك أنه ينتظر شيئًا،
لكنه — في قلبه — يحتاج منك نظرة فخر، لمسة امتنان، كلمة: "أنا فخور بك يا أبي."

فمن علّمني الوقوف، لا يجوز أن يظلّ منسيًا على الهامش.
ومن أنفق عمره ليسندني، لا بدّ أن أسنده بحبّي.

فلنُشعل شمعة لهذا البطل الصامت،
فإن لم نُصفق له، فلنُخبره على الأقل أنه كان دائمًا يستحق التصفيق.

(بائِسٌ يَندُبُ أُمَّه) - (محمد رشاد محمود) كانَ ذلِكَ في إبريل من عام 1980 وقد رُحتُ أضرِبُ في شوارِع الرَّمادي بالعراق في هزيعٍ متأخِّرٍ ...