samedi 21 juin 2025

ذكريات الولد الشقي

تأليف: فايل المطاعني

🌟 المقدمة:

ليس كل من صار كاتبًا بوليسيًا بدأ حياته في مسرح جريمة… بعضهم بدأها بفقدان حذاء!
وأنا، الولد الشقي، كنت ضحية أول جريمة منزلية جعلتني أدخل عالم التحري لا لأني أحب العدالة، بل لأنني ببساطة كنت لا أحب أن يُسرق مني شيء... خصوصًا إذا كان جديدًا ولامعًا مثل حذائي!

---

🕵️‍♂️ الجريمة الأولى – حذاء في مهب الريح:

في أحد الأيام، طلب مني أخي الصغير – ذلك الكائن البريء في الظاهر والمخادع في الباطن – أن أُعيره حذائي الجديد لحضور مناسبة.
ورغم محاولاته التمثيلية، التي كانت تصلح لجائزة أوسكار في التوسل، إلا أنني رفضت. فأنا وقتها كنت أعيش لحظة حب غير معلن مع ذلك الحذاء، وقد كنت أعتبره امتدادًا لشخصيتي... وربما لهيبتي.

مرت الأيام، وفجأة... اختفى الحذاء!
بدأت التحقيقات فورًا، كنت أتنقل في البيت كما يفعل المحقق "تختخ"، وأدون الملاحظات في عقلي الذي كان يشبه حينها علبة سردين من الأفكار، حتى توصلت إلى الحقيقة المُرّة: أخي الصغير هو الفاعل!

اختبأ الحذاء في "مخبأ سري" لا يعرفه إلا خبراء الاختباء، خلف كومة ملابس شتوية كنا قد نسيناها منذ العصر الجليدي.

---

 من ضياع الحذاء إلى ولادة كاتب:

منذ تلك اللحظة، أقسمت ألا يضيع لي شيء بعد اليوم دون أن أكتشف من الفاعل.
لكن بلادنا لم تكن تملك وظيفة "تحرّي سري محترف"، فقررت أن أكون أنا هذا المحقق… ولكن على الورق.

أصبحت أقرأ بشغف شديد لملكة الغموض "أجاثا كريستي"، ورفاق طفولتي كانوا "لوزة وتختخ ومحب وعاطف ونوسة" من المغامرين الخمسة.
كنت أتابع الجرائم في الكتب وأحللها كما لو كنت أعيش بينهم، بل وكنت أسبقهم أحيانًا في كشف المجرم! (أو هكذا كنت أظن).

وبين حب القراءة، وشغف السينما البوليسية، وولعي بالتحقيقات، بدأت أكتب أول قصة بوليسية بعنوان "جريمة على شاطئ العشاق"… ويا للمفاجأة! القصة فازت بجائزة صحيفة الإبداع كأفضل قصة في ذلك العام.

---

 الألغاز والنجاحات:

بعدها توالت القصص والأسرار، وبرزت شخصيات أحبها الناس، مثل العميد حمد الشميسي وفريقه الرائع.
كتبت عن لغز الأرملة السوداء، ولغز مقتل عائشة، التي وصلت إلى القارئ الألماني بعد ترجمتها، وغيرها من القصص التي كانت مليئة بالغموض والمطاردات وأحيانًا… بالنهاية غير المتوقعة.

صدق من قال:
"بعض الطيش يقود إلى أعظم الإنجازات!"
فلولا أن أخي الصغير ارتكب أول جريمة في حياتي وسرق حذائي، ربما لما كنت اليوم "فايل المطاعني" الكاتب البوليسي، الذي يحاول أن يكون "أجاثا كريستي العرب".

شكرًا أيها الأخ الصغير… وشكرًا لذلك الحذاء الذي ضاع فوجدت نفسي!

السلام عليكم احبتي في الله .      /عند خريف العمر/ و التقينا أنا و ٱياه، ، و كان   اللقاء مليئ بشوق مر  تقابلنا بعد غربة طالت لها           ...