samedi 28 juin 2025

❖ نسلُ المرايا المنكسرة ❖
❖﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏❖
تمهّلْ قليلاً...
لا تفتح البابَ الآن،
ففي الجهة الأخرى
ينتصبُ ظلكَ على عكّازِ خيبته،
وفي الحائطِ
تئنُّ صورةُ الجدِّ الأعلى
وقد نسيَ اسمَه في فمِ الرماد.

ما لهذه الأرضِ
تبدّلُ جلدَها كلَّ موسم؟
تارةً بستانُ ورد،
وتارةً كمينٌ للأنبياءِ العابرين!
نحنُ من النطفةِ الأولى
وإلى قبرِ الريحِ
نركضُ خلفَ صوتٍ ليس لنا،
ونحنُ نعلمُ أن لا أحدَ هناك
غير صدى مكسورٍ
يعيدُ لنا لعناتنا بهيئةِ ترانيمَ قديمة.

أنا من سلالةِ خيبةٍ حفرت اسمَها
على ظهرِ الزمانِ المُنهك،
ومن قافلةِ أملٍ
باعت جلدَها للحالمين،
وما زلتُ أحملُ فوق ظهري
جثّةَ المعنى
وأمضي كأنني راعٍ
لفكرةٍ بائدة.

لي عصايَ،
لكنّ غنمي فرّت إلى الكتبِ المقدسة
تبحثُ عن مخلّصٍ آخر،
وأنا ما عُدتُ أصدّقُ أحداً
حتى قلبي!
ذلك الغبيُّ الذي
ما زال يُراسلُ امرأةً
أطفأت قنديلَهُ منذ عصور.

قاتلتُ الطينَ
كأنّ الطينَ مملكتي،
وناديتُ على أجدادي:
ـ أما من جابرِ كسرٍ
في جيناتكم المتعبة؟
أما من وترٍ
يشدّ صمتي إلى لحنٍ يليقُ بالحياة؟

النساءُ مررنَ عليّ
كالنبوءاتِ الخاسرة،
واحدةٌ تُغنّي لي بصوتِ الغرق،
وأخرى تكتبني على راحتيها
ثم تمحو اسمي
بدمعةٍ لا تخصّني.

منذ أن سقطنا من رحمِ اللغة
ونحنُ نعلّقُ المعنى
على حبالِ الانتظار،
نمضغُ الحكاياتِ
كأننا نُربّي أبناءنا من كذبةٍ
إلى كذبة.

أين مَن
يربط يديّ إذا ارتجفتُ؟
أين مَن
يعلّقُ اسمي على رصيفِ الرحمة؟
أين أنتَ،
يا ظلّي المتأخرَ
عن موعدِ الرعشة؟

أنا يا صديقي،
أشكو الوحدةَ في وطنٍ
يجهلني،
وأُراكمُ وجعي
في حقائبِ الغدِ المسروق.

أنقذني...
فلا شيء هنا
سوى جثثِ الحروفِ،
وذاكرةٍ
تئنّ كلّما ناديتُها
باسمي الكامل.

بقلم جــــــــبران العشملي

شعر / المستشار مضر سخيطه

------------- مربّعٌ مثقوب شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد  لو يستعيد اللون رونقه الذي جناه أوج اشتعال الذاكره  ماقبل عكس السي...