نتحرّك قبل أن نتأمل، ونختار قبل أن نزن، ونردّ قبل أن نراجع، الاندفاع لا يرتبط فقط بالعصبية، بل بقصر بصيرتنا،
نتحرك لان شعورًا اجتاحنا لا ننا لم نفهم الموقف، نتخذ قرارا في ذروة الغضب، او قاع الحزن، او نشوة فرح دون أن نمهل أنفسنا فرصة للفهم.
الاندفاع أن ترد على رسالة لم تُفكّر فيها، أن تنهي علاقة لأنك تأذيت في لحظة، أو تبدأ أخرى لأنك تشعر بالفراغ، أو تغير مسار حياتك في لحظة زهوٍ عابر، أن تبدأ مشروعًا لأنك متحمّس لا لأنك جاهز، أن تغير مصيرك لأن شعورًا عابرًا أقنعك أن الآن هو الوقت، كل هذا ليس شجاعة بل فعل بلا وعي.
ليست كل المشاعر صالحة لصناعة القرارات، لأن المشاعر مؤقتة، والنتائج قد تكون دائمة إيجابية أو سلبية، وما يبدو شجاعة لحظة القرار، قد يتحوّل لاحقًا إلى ندم يُعاش.
الاندفاع يُوهمك بالقوة لحظة القرار، ثم يُتركك وحيدًا أمام عواقبٍ لم تكن في حسبانك، تأمل ولو لثوانٍ، فبعض القرارات لا يُصلحها الاعتذار، ولا يعيدها التراجع، النضج ليس في سرعة الرد، بل في تأخيره حتى تنضج الرؤية، وفي الصمت إلى أن تستقرّ النفس، فكر ببطء لتعيش بنضج وعمق.
بليغ حمود سعيد ذمرين ...