من قال إنَّ الطِّيبَ كانَ غباءً؟
بل إنّهُ خُلقٌ يجلُّ نقاءً
في الصدقِ والإحسانِ تسمو روحُهُ،
وتفيضُ في دربِ المعالي ضياءً
وغضُّ الطرفِ تاجٌ لا يُدانى،
وفيه من التُّقى سِترٌ وبهاءٌ
وما الطهرُ إلا رفعةٌ في جوهرٍ،
تسمو بها الأرواحُ والأنواءُ
فدعِ الأقاويلَ التي قد شوهتْ
نهجَ الكرامِ، وزيّنتْ الأهواءَ
من ظنّ أن الحِلمَ ضعفٌ جاهلٌ،
ما أدركَ المعنى، ولا الأسماءَ
فالحِلمُ شِرعةٌ من سمتْ أخلاقِه،
والصمتُ إن حكَمَ العقولَ ذكاءٌ
ما كلُّ من رفعَ الصياحَ بعاقلٍ،
كم ضاعَ في لغطِ الجهولِ رجاءٌ
كن كالغديرِ: هدوؤهُ لغزُ الندى،
لكنّهُ إن شاءَ فاضَ إباءٌ
وسِرْ في طريقِ الخيرِ، لا تعبأْ بمن
جعلَ النقاءَ بسُخفِه استهزاءً
فالناسُ تعرفُ معدنًا من فعلهِ،
لا من تزيّنَ بالمظاهرِ راءٌ
وستبقى الطيبُ في عزمٍ ووعيٍ،
لا تنحني للغدرِ أو للرياءِ